الحملة الوطنية لأعمار مصفى بيجي |
بعد ان انجزت القوات الامنية العراقية المعززة بقوات الحشد الشعبي مسنودة بطيران التحالف والطيران العراقي تحرير كامل مصفى بيجي الاستراتيجي بات أمامنا أمر مهم جداً هو كيفية اعمار هذا المصفى المهم الذي كان يزود العراق بنصف احتياجاته من المنتجات النفطية .لقد تعرض المصفى الى دمار كبير بسبب السيطرة عليه من قبل التنظيم الاجرامي واحتدام المعارك في محيطه ودخولها الى مرافقه وصولا الى خزاناته وابراجه ومنشآته ، لكن هذه الحال لا تقف عقبة امام قدرات العراقيين ، ولعلها تعد تحديا من نوع نحتاج اليه في المرحلة الحالية ..التحدي يكمن في قيام الكوادر العراقية باصلاح المصفى واعادته الى الانتاج .. حيث توجد لدى كوادر المصفى خبرات مهمة وممتازة تمكنهم من انجاز العمل حسب متطلباته وباقصر وقت ممكن .. وان الكوادر العاملة في المصفى متفرغة لانقاذه مما هو عليه .. ليس كوادره الفنية وفرق الصيانة فحسب ، بل كل الكوادر العاملة في المصفى بمن فيهم العاملون على الانتاج والكوادر الادارية يقودهم مدير المصفى مع وضع خطة مناسبة باستثمار الطاقات المتوفرة ، البشرية منها والمادية ، واذا ما تحقق ذلك فان العراقيين يكونوا قد قدموا انموذجا مهماً في عزيمتهم واصرارهم وحرصهم على بناء بلدهم.مصفى بيجي الذي يعتبر اكبر مصفى في العراق يتكون من قسمين الاول مصفى الشمال بطاقة انتاجية تقدر بـ 150 الف برميل يوميا. والجزء الثاني يسمى صلاح الدين وهو بطاقة 70 الف برميل يومياً. ويقوم المصفى اضافة الى انتاجه المشتقات النفطية بتزويد محطات توليد الطاقة الكهربائية بالوقود .وسبق للمصفى ان تعرض الى هجوم ارهابي ادى الى تفجير عدد من الوحدات الانتاجية اواخر شهر شباط عام 2011 ادى الى اشتعال النيران في تلك الوحدات. وقد تم حينها الإيعاز الى الكوادر العراقية للقيام بأعمال الصيانة واعادة الوحدات التي تعرضت للضرر الى الانتاج .المصفى تابع لشركة الشمال وهي اكبر الشركات النفطية التابعة الى وزارة النفط حيث تم تأسيس الشركة عام 1976 بموجب القانون رقم 101 ، وقد تم ادارة الشركة في حينها بواسطة المؤسسة العامة لتصفية النفط والغاز .في عام 1997 صدر قانون شركات القطاع العام المرقم 22 واصبح اسم الشركة شركة مصافي الشمال وترتبط بها اربعة مصاف هي: مصفى الشمال بطاقة انتاجية قدرها 170000 برميل ومصفى صلاح الدين قدرته الانتاجية 70,000 برميل ومصفاة صلاح الدين /2 قدرته 70,000 برميل اضافة الى مصفى الدهون بخطين وينتج 125 الف طن سنويا من مختلف انواع الدهون لكل خط.
وكانت الشركة تنتج مختلف انواع المشتقات النفطية مثل البانزين خالي الرصاص ، ووقود الطائرات ، والنفط الابيض ، وزيت الغاز ، والنفط الاسود ، ومختلف انواع الزيوت ، ومنتجات الاسفلت والكبريت ، والغاز السائل الذي يستخدم للوقود . اذن المصفى مهم جدا اذا ما اعيد الى وضعه السابق في الانتاج لانه سيعزز اقتصاد البلاد وتوفير جزء كبير من احتياجات العراق للمشتقات النفطية .
كما انه يصبح رمزاً وطنيا مهما كون صيانته تمت بأياد عراقية ، وتقليل كلف الصيانة ، وسيسجل نجاحا للوزارة وكوادرها وينقذ آلاف العاملين في المصفى من الكوادر الفنية والادارية من البطالة . وامام هذا المصفى اثبات قدرات الكوادر الهندسية النفطية سواء في شركة نفط الشمال ، ام تقديم الدعم لها من قبل الوزارة ، ام من شركة نفط الجنوب . واذا ما اهملت الوزارة صيانة وتأهيل المصفى فستسجل عليها نقطة سوداء ، واهمال واضح في اداء المهام والواجبات ، ليس أمام الحكومة فسحب ، بل امام الشعب العراقي وهي مسألة وطنية واخلاقية.
|