بين خِيَم الرمادي وخيمة الشطرة

شكلت خِيم الإعتصام، التي أقيمت في مايسمى بساحات العز والكرامة في الرمادي، شكلت علامة فارقة في المشهد الأمني والسياسي العراقي.
هذه الخيم، والتي إبتدأت تحت عنوان براق، وهو المطالبة بالحقوق، تحولت وبمرور الوقت، إلى مأوى، وملجأ للجماعات الإرهابية، والتنظيمات المسلحة، والتي تكن العداء للعراق، وللتغيير الجديد فيه.
تعامل الحكومة العراقية، مع هذه الخيم، كان بمنتهى السذاجة، حيث عبر عنها رئيس الوزراء بانها فقاعة سرعان ماتنفجر.

نعم انفجرت الفقاعة، لكنها اخذت ثلث العراق، وكلفتنا دماء غالية علينا، وخسرنا المليارات من الدولارات، وهذا كله بسبب تهاون الأجهزة الامنية، في التعامل مع تلكم الخيم وما يدور في اروقتها.

لكن وللاسف! نجد على الحانب الاخر، فان القوى الامنية، تعاملت بطريقة غريبة وعجيبة، مع خيمة إعتصام في قضاء الشطرة، 45كم شمال مركز محافظة ذي قار.

الخيمة التي إقيمت في الشطرة، لم تكن حزبية، ولاسياسية، ولا يديرها شيوخ عشائر عملاء، أو رجال دين إرهابيون، الخيمة كانت لمهندسين من مختلف التخصصات، إعتصموا للمطالبة بايجاد فرص عمل، توفر لهم ولعوائلهم القوت.

لقد قامت القوات الأمنية، بإزالة خيمة إعتصام المهندسين ليلا، وهددت تلك القوات، بإستخدام القوة تجاه المهندسين، الذين يبيتون في تلك الخيمة، وتفوه بعض الضباط والمنتسبين بإلفاظ، للاسف لاترقى للتعامل مع شريحة مهمة من شرائح البلد، والتي يقع على عاتقها، توجيه دفة إعمار مدننا بالإتجاه الصحيح.

مهندسونا لم يطلبوا منصبا سياسيا، ولم يزاحموا الأحزاب على كراسيهم، ولم يطلبوا شيئا تعجيزيا، بل طالبوا بأبسط حقوقهم، وهو التشغيل، لغرض خدمة البلد، مهندسونا كانوا سلميين، فلماذا عاملتوهم بهذه القسوة، يا أصحاب القرار؟!.