أبو طبر الأمريكي وغشاوة العقول في هذا الزمان

بالرغم من رفع احد البابوات تهمة قتل المسيح عن اليهود في سنة ١٩٦١ لازالت التهمة عالقة في نفس  غالبية المسيحيين . لماذا لازالت عالقة؟
 يمكننا من خلال النصوص التوراتية والإنجيلية أن نجد أيضاُ أنَّ كلتا الديانتان تدعوان للقتل أو تحث عليه  بشكل أو بأخر. ولكن في مطلع القرن الواحد والعشرين، خُلق أبو طبر الأمريكي بما يسمى دولة داعش المسلمين على ضوء مقياس ريختر الوهابي، وتم دعم هذا الفلم مادياً وإعلامياً وعسكرياً  وأرضيا وجويا، ليصبغ قاطبة المسلمين بالإرهاب، فيعيش العالم نقل فيلم هوليودي مصوَّر في الفضاء الطلق يحي تمدد وفتوحات المسلمين على ضوء التاريخ الداعشي، بما يحقق صور تثير الأحقاد والبغض لكل مسلم حي. فلو صح فرضاً هذا الفلم بكل تفاصيله المزعجة والمؤلمة عن الماضي، لما صح الحكم على ذريتهم أو تحميلهم إياه، بما يقدمه الممثلون المتقنصون لدور أجدادهم في هذا الفلم الداعشي اليوم. فالله يقول ولاتزر وازرة 
وزر إخرى.
ولكن السؤال لماذا إعداد فلم عن فتوحات المسلمين البعيدة وليس عن تاريخ فتوحات القارة الأمريكية
 القريبة، بما فيها من التمثيل والقتل وتهجير سكانها الأصليين؟
 أو فلم عن دواعش الإرهاب المسيحي وإقتتاله بين طوائفه ومجازره المشهودة بحق المسليمن بعد نصره عليهم وإسترداد أراضيه وفتحه لدولهم؟
لماذا ليس عن فتوحات أمريكا وهيمنتها على العالم اليوم؟ ثم ما الغاية من إستحضار جني التاريخ ليقص علينا بلسانه الأمريكي عن تاريخنا وليس عن تاريخ الأمريكان ذاتهم؟ 
لقد بدأت حركات الممثلون الدواعش تتحرك بحرية مدروسة في الظلام بين كراسي مسرح دول العالم لتفاجأ الجمهور بما يمثلون من قتل وسبي وذبح، ولكنهم زادوا عليها صوراً بما يفجرون، ليشيروا الى نسلهم اليوم ومايفعلون، فيحق القول عليهم ليُقتلون.
البارحة حصل حوار بين معلمات عن التفجيرات فكان الجميع من السويديين وغير السويديين وهم غير مسلمون، متفقون على أن الأشرار من يعبثون بحياة وكرامة الإنسان والمسلمون أول الناس يعانون منهم.
لكن العراقيين من غالبية الطيف المسيحي في الخارج أو جمهور مؤيدي الدواعش الأمريكان، يصب جام غضبه على المسلمين، ليشعل الفتنة ويؤجج نار الكره المزروعة في دمه المسموم بالعقلية المريضة، ونسي من هو الممثل ومن هو المخرج ومن هو المنفذ لهذا الفلم؟ وكأني به أخذه التصوف الحسي الذي أفقده وعيه لقيادة ذاته، فحل محلها في القيادة كرهه الشديد للمسلمين القابع في اللاوعي، فيغدومنقاداً إلى غرز سكاكينه في خاصرتهم، ليرتاح من هذا الحمل الثقيل، الذي أثقل كاهله وكتم أنفاسه منذ نعومة أظافره. إٍستيقظ أيها الإنسان فالقاتل لادين له.