كاميراتنا الإرهابية |
دول كثيرة من العالم تستخدم الكاميرات الرقمية الحديثة وتقنياتها المتطورة في الحفاظ على أمنها ، ففي باريس على سبيل المثال هناك 13 ألف كاميرا تعمل بصورة دائمية ومرتبطة بشبكة واحدة وبقابلية تخزينية تستمر لمدة شهر كامل ، لقد نافست باريس ، بتلك الأعداد من الكاميرات ، لندن كبريات العواصم العالمية والتي طوقت الكثير من المناطق المهمة بمسحها الدائمي والكامل والمتعدد الأغراض فالمواطن هناك أصبح يفكر أكثر من مرة إذاما حاول أن يخالف القوانين بأي طريقة . ومما يثير للإستغراب ما نشرته إحدى الصحف العراقية يوم 31/3 عن حقائق مخيفة تخص منظومات الكاميرات التي تنتشر في بغداد اليوم ، أو تلك التي من المؤمل نشرها لاحقاً ، وهي من أشد العواصم في العالم تعرضاً لفتك العمليات الإرهابية وموجات العصابات الإجرامية . ففي لقاء أجرته إحدى تلك الصحف مع السيد محمد الشمري ، نائب محافظ بغداد ، أوضح فيه "عدم رضاه من الإجراءآت التي تتخذها الحكومة المحلية لمنع تكرار الهجمات في مناطق سكنية وقرب دوائر الدولة" مشيراً الى أن "كاميرات المراقبة التي خصصتها محافظة بغداد والبالغ عددها 30 ألف كاميرا ، أغلبها لا تعمل ! ، مؤكداً أن حالها حال أجهزة المتفجرات التي أفاد منها الإرهابيون في تنفيذ عملياتهم " وأضاف " أن أغلب المناطق التي تتعرض للتفجيرات يتبين فيما بعد أن الكاميرات المنصوبة بتلك المناطق لا تعمل وأن وجودها للديكور فقط !" وفي إشارة أخرى في ذات الموضوع أكد السيد عبد الكريم الذرب ، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد ، أن " الشركة الصينية لم تنجز عملها لغاية الآن ، وأن الكاميرات المنصوبة حالياً ليس في جميع المناطق" أما السيد صبار الساعدي ، عضو مجلس محافظة بغداد عن كتلة الأحرار فيرى " أن كاميرات المراقبة المزروعة في العاصمة بغداد تعمل لساعات فقط وإن أغلبها لا يعمل أساساً مما يجعل مهمة الإرهابيين سهلة بتنفيذ عملياتهم". 400 مليون دولار تخصيصات زرع تلك الكاميرات في بغداد حسب ما خصصه مجلس محافظة بغداد لذلك ، يبدو أن حالها حال المبالغ التي تتطاير فساداً وإفساداً في المدينة وليس أكبر من تلك التصريحات التي أوردناها سالفاً دليلاً على ذلك وأن هناك أيدٍ خفية بالغة الأهمية تعمل على عدم تنفيذ هذا المشروع الأمني الحيوي وتتعمد تأخير العمل به وتتعمد كذلك أن تكون تلك الكاميرات من مناشيء رديئة طمعاً في الربح المادي من تلك الصفقات التي سوف لن يكون أحداً خاسراً فيها إلا أبناء المحافظة ممن يموتون يومياً بفعل إستفحال العمليات الإرهابية التي وجدت المناخ مناسباً لتنفيذ عملياتها على درجة كبيرة من التنظيم لإيقاع أكبر الخسائر ، هنا نشير الى أن أجهزة كشف المتفجرات قد أودت بالكثير ممن قاموا بصفقتها الى ما وراء القضبان أوردت الكثير من الأجساد البريئة الى قبورهم ولازال مسلسل موتنا مستمراً بسببها ، وكذلك سيكون حال هذا المشروع يوماً ما ، إذا أستمر التخبط به ، وهو مستمر في قتل أبناءنا بسبب عدم الجدية ووضوع الرؤيا لدى القائمين عليه في إستقدام أكثر الشركات تطوراً في المجال ، إنها العشوائية في الإختيار والطمع في الإستفادة من تلك المناقصات الكبرى على حساب تحسن الوضع الأمني في البلد ، فإذا كانت تصريحات كبار الموظيفي في الحكومة المحلية لمحافظة بغداد على هذه الشاكلة فالعوض على الله والبقاء لله في أعمارنا . الكل يعلم أن هناك خللاً سيطيح يومياً برقابنا وأبناءنا البريئة وهو لايَقْدم على فعل مضاد يصحح به مسيرة المشاريع التي تقع بالمساس التام مع حياتنا وأعمارنا التي يقصفها الإرهاب يومياً ، ولا يمتلكوا القابلية على الوقوف الحازم تجاه تلك الممارسات التي لازالت تنهش بلحمنا وبلا مبرر مطلقاً نموت ، من أجل لاشيء ، يفقد الكثير من العراقيين حياتهم إلا ليستفاد بعض المنتفعين من صفقات الموت تلك فهم تجار أعمارنا يبعونا بأرخص الأثمان من أجل مال سحتهم .. حفظ الله العراق. |