مخترعو الجاجيك

صدع نوري المالكي رؤوسنا ردحا من الوقت مفتخرا بأنه اول من اكتشف ان الحل العسكري لا يحل معضلة سوريا وانه لا بد لها من حلّ سياسي. صار يوديها ويجيبها في كل لقاء او حديث. سخر منه كاتب بريطاني بوقتها معلقا "كأن المالكي لا يعرف ان هناك حدثا اسمه مؤتمر جنيف". ما خلصنا من تلك "القوانة" الا بعد ان راح منه الكرسي فظل منشغلا به ناسيا سوريا وأبو سوريا.
طلع لنا إبراهيم الجعفري هذه المرة بعد تفجيرات باريس ليعلن ان وزارته قد نبهت دول فرنسا واميركا وإيران الى احتمال تعرضها لهجمات إرهابية. يا مولانا تعال واقرأ هذه الجريدة وتأكد بنفسك كيف ان اقلامنا بحّت من كثرة تحذيراتنا للكرة الأرضية كلها من غزو الإرهاب. لم نقل انه احتمال بل يقين واقع. المسألة لا تحتاج الى ضرب تخت رمل او ارتداء كلاو الخناس. اننا لا نفتخر بذلك بل نفترض بأنه حتى طفل الروضة يعرف ان الغرب سيدفع ثمن تراخيه وتساهله امام الذين يسبحون بحمد الكراهية ليل نهار. الشيء الوحيد الذي كان يمكن للجعفري ان يفخر به هو لو انه حدد اسم المسرح او الشارع الذي ستقع به الجريمة. او على الأقل حدد لفرنسا الشهر ولا أقول اليوم المتوقع للتنفيذ.
لا يثير استغرابي غير جرأة هذا الصنف من السياسيين. كان المالكي يعرف الحل لمعضلة سوريا لكنه جرّ العراق الى مستنقع الخراب والدمار عندما عالج تظاهرات العراقيين السلمية بالسلاح والسياط. وها هو الجعفري يتباهى بأنه كان حريصا على تنبيه الغرب لما سيحل به من كوارث ولا يعلم بالذي سيحدث في مدينة الثورة التي تم تفجير أهلها قبل أيام. أخونا يفكر بالأكوادور وناسي الجوادر.
اما الأقمش فهي دعوته للناس أن تتعلم من تجربتنا "الفذة" في محاربة الإرهاب ومكافحته. وكأن مجزرة سبايكر حدثت بالمريخ. وسبي سنجار في الواق واق. وما جرى بالموصل كان في بلاد السند والهند.
يا له من قدر أحمق بخل علينا بربع عقل ينقذنا من هذا الذي نحن فيه ولم يقدّم لنا الا صنف النادرة للناس خبكه البيتها.