يقول المختصون ان الجسد اذا هدده الموت يبدأ التضحية ببعض أعضائه التي يمكن تعويضها او العيش بدونها. وهنا يشيرون الى الكبد مثلا. الفكرة هي انه عندما يداهمك الموت ستتشبث بالحياة بأي ثمن. هذا الإرهاب الفتّاك ليس اشد فتكا من القنبلة الذرية، حسب، بل وانه قنبلة ذرية عنقودية أيضا. لا حل الا باجتثاثه من الجذور. كل خطوة اقل من ذلك ما هي الا مضيعة للأرواح ولكل ما هو جميل في هذه الدنيا. وقلع الإرهاب من اجل حماية الأرواح والحريات يتطلب من المجتمع الدولي تنازلات وتضحيات ببعض مما اعتاد عليه في قوانينه والتزاماته المريحة وحتى الإنسانية منها. البداية لا بد ان تكون بقرار اممي تحت البند السابع لتدمير كل بؤر زرع الكراهية في النفوس واينما وجدت وكيفما يكون مصدرها. ففيسبوك وتويتر مثلا ان كانت هناك حاجة لغلقهما فليغلقا مرحليا. نسأل: من الاغلى: حياة الناس ام شبكات التواصل الاجتماعي؟ وانطلاقا من مبدأ الحفاظ على الحياة بأي ثمن لا بد من ارغام دول العالم كلها، خاصة المتخلفة انسانيا، على قبول تفتيش مناهجها الدراسية ومؤسساتها الإعلامية والدينية للبحث عن أسلحة الكراهية الشاملة المخبأة فيها كما فعل العالم مع مزاعم امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل. لا يستثنى من ذلك أي دين او عرق او مذهب. ولا بد من اخضاع كافة ترخيصات البث الفضائي عبر الأقمار الصناعية وكذلك شبكات الانترنت لإشراف مباشر لرقابة صارمة لا تعرف الرحمة بكل من يبث او ينشر مقطعا أو جملة تثير الكراهية. وليكن اول الدواء الكي وليس آخره. نعم قد يفقد العالم شيئا من طعم الحياة الجميل لكن ذلك أفضل بكثير من فقدانها برمتها: واللي يريد شي يعوف شي. كل ما نسمعه ونقرأه عن حقوق الانسان والحريات يصبح لا معنى له امام مشاريع الذبح والتفجيرات اليومية التي تستمد ضوءها من منابع الكراهية التراثية أو المعاصرة. المسؤولية الكبرى تقع على بلدان العالم المتحضر لأنه الوحيد الذي يمتلك القوة والقدرة على الوصول الى ابعد نقطة تنبعث منها رائحة الكره حتى وان كانت في أعماق البحار او في اقطار السماوات. ثلاثة ان لم تقتلهم قتلوك: الكراهية والجهل والتخلف.
|