التعايش السلمي ..في العراق .. الحلقة المفقودة |
لقد استشهد الأمام الحسين في كربلاء ليعلن عن بعثه ووجوده ، إلى جميع الأجيال في كل العصور ليعلمنا حقيقة كونية ، من أراد أن يعرف كيف يحيا جيدا فعليه أن يعرف كيف يعامل الناس جيدا وان كلفه ذلك حياته ، بل وحتى الأنبياء ادم و إبراهيم و يوسف وموسى وعيسى ونبينا محمد عليهم السلام جميعا ، كان جوهر رسالاتهم تعامل مع الناس من اجل الإصلاح لتحقيق وحدة مجتمع نتيجتها التعايش السلمي ، فالحياة فن جميل للتعايش مع بعضنا كونه أساس من أسس الحياة . أذن لنفهم فن التعامل مع الناس ! وحتى على صعيدنا الشخصي فمثلا ، الابتعاد عن الناس فترة يكشف أشخاص رائعين ويكشف لنا أشخاص خابت الآمال فيهم على الرغم من عملهم معا ، حيث يظهروا لك الاحترام وهم يحاولوا التقليل من منك أو من عملك على الرغم من مسيرة حياتهم الطويلة التي لم تفيدهم بشي ، فعليك النظر إلى الإمام وعدم الاهتمام بهم ، لا يغير بمسيرة حياتك شي ، فليكونوا مثل الحفرة التي يجب عليك ردمها قبل قفزها . فقد يكون اقرب الناس أليك أبعدهم ، ويكون أبعدهم عنك أقربهم أذن ( القرب بالشعور لا بالحضور ) فبعضهم تعيش معه عمر لا تذكر منه لحظة ، والبعض تعيش معه لحظة تذكرها طول العمر ، لان الذي يحتل القلوب المواقف وليس الزمان ، فعراقنا اليوم يفتقر إلى تلك الصفات مما جعل التعايش السلمي شي صعب المنال ، فلاحظ أزمة ( المركز مع الإقليم ) لم ترى النور بل زادت سوء يوم بعد يوم ، والأزمة الأمنية التي تلقي بضلالها على عدة محافظات التي انتهت بدمار تلك المدن ، بل وصل الحال إلى المؤسسة الواحدة التي يكثر فيها المنافسات الغير مشروعة وكثرة المؤامرات ، كل تلك الأمور حلها الوحيد ( التعايش السلمي ) الذي كان يسود هذا البلد ، وتقع على الحكومة مسؤولية كبيرة ومن ثم تقع على كل فرد وطني مخلص لبلده ، أن يرفع من قلبه الحقد والكراهية والخوف من الأخر وذلك للحفاظ على مصالح ضيقة . ليسود العدل والمساواة والمحبة واحترام الأخر ، فكما قال الأمام علي عليه السلام (الإنسان أما أخا لك في الدين أو نظيرا لك في الخلق ) ، فتلك المسؤولية تقع على الجميع ليزدهر بلدنا العزيز، فلا حياة لكل من يعيش على المعمورة بدون جوهرها وهو ؟ |