اولويات البناء

 

 

يَعد التعليم الوسيلة المهمة والاولى بتربية وإعداد الأجيال تربية فكرية وخلقية وتربوية واجتماعية ولا يأتي ذلك بالمدرسة فقط وإنما يحتاج إلى منظومة عمل متكاملة تعنى بالفكر والوعي والإدراك وهذه المنظومة تبدأ بالأسرة والمدرسة والمستوى العلمي والثقافي للمعلم والمنهاج الدراسي المعد بشكل مدروس دراسة واعية ومعمقة والابتعاد عن التناقض الفكري الحاصل في بعض المناهج ولابد من وجود عناصر تربوية تعمل من وحي الأمانة لايعوزها شيء من النواحي التربوية والعلمية والمعرفية .هناك تحديات كثيرة تواجه واقع التربية والتعليم في العراق منها نقص المباني المدرسية والذي حدى بوزارة التربية باللجوء للدوام المزدوج وفي ذات الوقت تردي أكثر الأبنية وعدم وجود القاعات التي يستفاد منها لأقامت الندوات والتجمعات العلمية والتربوية , وعدم توفر المستلزمات للطلاب والمختبرات وبالخصوص مختبرات الحاسوب الذي اصبح ضرورة ملحة فرضها الواقع العلمي السائد على المستوى العام  , وطبع المناهج الدراسية والتي هي بحاجة ماسة الى تطوير واعادة دراسة ووضع خطط ستراتيجية مدروسة دراسة معمقة من قبل وزارة التربية .ومن أهم الامور التي تستحق الوقوف عندها عند مناقشة هذا الواقع الذي يعد من اهم الامور ففي عقد التسعينات من القرن الماضي ترك ألاف المعلمين عملهم في المدارس الابتدائية والثانوية بسبب الوضع الاقتصادي المتردي لهؤلاء المعلمين ولسد ذلك الفراغ الكبير الذي خلفوه ورائهم شرعت وزارة التربية في ذلك الوقت بفتح دورات سريعة لمدة ثلاثة اشهر لخريجي المدارس المهنية والثانوية وبمبالغ بسيطة لتخرجهم بعد ذلك معلمين ولم يراعى في هذا المشروع المواصفات العلمية والفنية وإنما جاء مجرد لسد الفراغ الكبير وبالتالي كان واحد من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تردي واقع التربية والتعليم والتي تعد حالة جديدة على المجتمع العراقي المعروف برصانة اساليبة التربوية والعلمية ومن الجدير ذكره في هذا الأمر المهم بل البالغ الأهمية يتم ألان تعيين عدد من الخريجين معلمين ومدرسين واصلا هم تخرجوا من كليات لم يعدوا فيها أصلا لهذا الغرض ولكن جاءوا من جراء إجراءات خاطئة وترضيتاً لإطراف معينة وادت هذه الاجراءات بتعيين خريجوا كلية العلوم والادارة والاقتصاد وكليات اخرى بصفة معلم او مدرس في حين هو كانت دراسته واعداده ليس لهذا الغرض ومن جهة اخرى تركت مجاميع كثيرة من خريجي كلية التربية والتربية الاساسية ومعاهد المعلمين لم يتم  تعينهم بحجة عدم توفر التعيينات والدرجات الوظيفية .من هنا لابد من اعادة النظر بالمستويات لبعض المعلمين ليصار اما ادخالهم في دورات تاهلهم للعمل التربوي والعلمي القويم او تحويلهم  الى دوائر الدولة الاخرى ليفسحوا المجال الى خريجي كليات التربية ومعاهد المعلمين والذين لحد الان لم يحصلوا على فرصة التعيين باخذ دورهم ليساهموا بالنهوض والبناء يتم هذا من خلال تشكيل لجان تعمل بمهنية عالية ودقة وشفافية  متناهية ومن الافضل في هذا الامر تكون هناك عضوية لنقابة المعلمين في تلك اللجان كون هذه النقابة من النقابات العراقية القديمة ولها تاريخ معروف ومشرف  والتي ساهمت وشاركت  في عديد من المبادرات وتصحيح المسارات وإحقاق الحق .ومن مسلمات الأمور لابد من إعطاء حرية ودور أكثر للمعلم في التعامل مع التلاميذ والطلاب وبالطريقة التي تتيح له إيصال المادة العلمية بأفضل أسلوب والابتعاد عن الروتين الذي تفرضه وزارة التربية .أن قلة الوعي والمعرفة أوجد ارض خصبة لتفريخ الفكر المتزمت والتطرف الطائفي والتكفيري ليكونوا أبنائنا  أدوات سهلة يحركها الإرهاب حسب أجنداتهم و مقتضيات حاجاتهم وضرب أهدافهم وإثارة الصراعات الطائفية بين أبناء البلد والواحد بل يصل الصراع الى أبناء القبيلة من هنا يأتي الرد المناسب إمام هذه التحدايات هو التسلح بالوعي المعرفي يبدأ بإلزامية التعليم واعداد معلم مهني وتربوي لا يؤمن باي شكل من اشكال التطرف والتعصب والغلو مسلح بالوعي والعلم وحب العراق وتوفير كافة المستلزمات المهمة من أجل النهوض بهذا المجال المهم والخطر ولتكن ميزانية وزارة التربية اعلى من ميزانية كل الوزارات وازالة كل المعوقات التي تشوب قطاع التربية والتعليم وأخيراً لابد للدولة للدولة أن يكون لها الاطلاع والمراقبة على كافة المناهج وطرائق التدريس التي تدرس بالمدارس الدينية ولها الحق بالاعتراض على المناهج والأفكار التي تأصل للكراهية والعنف والتفرقة بين أبناء الشعب والواحد وهذا لا تتحمل مسؤولياته وزارة التربية فقط وانما هنا يأتي دور البرلمان ليشرع القوانين التي تكون هي المنظم والضابط لعمل تلــــك المدارس   .