ضحك على الذقون

 

لقد بات من شبه المؤكد أن مهمة الصحفي العراقي اليوم أصبحت مهمة صعبة وشاقة ..وصار الثبات عليها كالذي يمشي على الصراط المستقيم ..!وعندما نقول الصحفي فإننا نقصد به هنا الصحفي (الشريف) الذي يقول الحقيقة ..الصحفي (الأصيل) الذي يوصل الحقيقة دون تشويه أو تزويق أو تشويش ..!!هذا الصحفي هو الجدير بأن يكون الإنسان العامل الفاعل في أهله وناسه وشعبه ، بشرط أن لايكون مرتزقاً أو مأجوراً أو تابعاً ذليلاً ..بل يجب أن يكون هادفاً ومهنياً….وأن يبتغى مصلحة الوطن ويعمل وفق الأسس والمباديء والقيم التي يؤمن بها مجتمعه الذي يعيش فيه ..لقد بات الشعب العراقي اليوم فاقداً الثقة (بالصحفي) كما فقدها بالسياسي ورجل الدولة والمؤسسات من قبل – وإن كان بدرجة أقل- وراح يتندر ويقول عن كل كلام يسمعه أو يقرأه أو يشاهده في وسائل الإعلام : هذا مجرد ضحك على الذقون ..!!ولكن رغم كل ذلك فأن هناك اليوم من الإعلاميين والصحفيين الشرفاء الذين لم يخونوا أمانتهم ولم يغيروا صدقهم ومواقفهم من قضايا وطنهم لازالوا محط إحترام وتقدير من أبناء شعبهم ، فهم لازالوا في أعلى مراتب الثقة والثبات في قول الحق ونقل الحقيقة ، رغم مشاق هذا الدرب ومخاطر السير فيه ، ورغم علمهم بأنهم سيدفعون الثمن باهظاً..ورغم علمهم بأنهم سيبقون محرومين وفقراء ومبعدين..ولكنهم يبقون شرفاء أصلاء بحب وطنهم وتمسكهم بوحدته وبقائه مهما شذّ به الخطب وعصفت به العواصف ..فلاتربكهم الإغراءات ، ولاتخطفهم الأضواء والشكليات، ولايعرفون التخضع والمجاملات ، ولايحنون إلى القرب من المسؤولين والتسكع على أبواب السلاطين كما يفعل الكثير من الصحفيين والإعلاميين ممن لايشعرون بوجودهم وكيانهم وشخصيتهم إلاّ هناك .!! إن من أكبر مهمات الصحفي العراقي اليوم هو العمل الجاد على إعادة الثقة إلى نفسية الشعب العراقي الذي لازال يدفع فاتورة الإحتلال وعواقبه الوخيمة ولازال يعيش تحت ضربات الإرهاب وغدر الفساد والمفسدين ..وعليه أن يثير بمقالاته ولقاءاته وأفكاره كل مامن شأنه زرع الثقة وإعادة الأمل ورفع الجهوزية التامة لدى أبناء الشعب العراقي لتخطي هذه المرحلة الصعبة من تاريخه المعاصر ..!!الصحفي العراقي يجب أن يبقى شريفاً وصادقاً ووطنياً خالصاً ..وأن لاتجرفه موجات الفساد والترهل والغباء والركون إلى الظالمين..!!