قبولات داعشية.. ومؤامرات أخرى في أروقة التعليم العالي!

قبل أيام أصدر مؤشر دافوس لجودة التعليم كلمته بحق العراق, وأكد على أن العملية التعليمية في بلاد الرافدين الذي علم العالم الكتابة, والحروف الأبجدية الأولى يفتقر لأبسط مقومات ومعايير التعليم العالي, كان هذا التقييم قبل أن تصدر نتائج القبولات المركزية, التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها كارثية, ترى ماذا سيقول القائمون على دافوس لو سمعوا بخريج حقق معدل 96 وكان نصيبه معهد طبي؟
ظهرت مؤخرا نتائج القبولات المركزية في الجامعات العراقية, وأماطت اللثام عن وجوه أخرى مشوهة للعملية التعليمية, وكيف أمتدت يد الإهمال والفشل واللامبالاة الى التعليم في العراق, وأجهزت عليه بشكل كامل.
قبولات تتحدث عن نفسها, ظهر قسم منها في محافظات تقع تحت سيطرة تنظيم داعش, كالموصل والأنبار!
عبء آخر أثقل كاهل أبناء العراق بشكل عام, والنازحين بشكل خاص, بسبب ما يعرف بنظام القبول الموازي, وهو أن يتم قبول الطالب في جامعة أهلية موازية للجامعة الحكومية, ويتحمل نفقات التعليم!, وكأن النازح لا يملك هما سوى التحاق أبنه في جامعة ما؟ ترى هل يفكر بنفقات التعليم من تغرق خيمته مع أول زخة مطر؟
كارثة أخرى في العام الدراسي الجديد, هي حرمان طلبة الدور الثالث من القبول, فقد قررت الوزارة عدم السماح لطلبة الدور الثالث للألتحاق بالجامعات!
في العراق فقط معدل 96 يؤهل الطالب للقبول في معهد طبي!, وقد لا يؤهله معدل85 من الحصول على مقعد في كلية حكومية, بل قد يضطر ذوي الطلبة لطرق أبواب الكليات الأهلية, وذلك بعد آخر من أبعاد اللعبة, وهي تجارة القبولات في الجامعة الأهلية التي يعود قسم كبير منها, لمسؤولين كبار في الحكومةالعراقية.
نتائج القبول للعام الدراسي الحالي, وواقع التعليم العالي فتح الباب على مصراعيه للطرفة والتندر, بعد أن نال نصيبه من السخط والتذمر, فأصبح يلقب بعام القبولات الداعشية, لأن معظم الطلبة كان نصيبهم مقعد, في جامعة تقع تحت سيطرة تنظيم داعش!, لو أن نيوتن وأينشتاين كانا في العراق, هل سيحظى أحدهم بمقعد في معهد طبي؟ أو سيدخل جامعة أهلية؟ أو يحصل على مقعد في جامعة, تقع تحت سيطرة تنظيم متطرف؟ ترى هل سيبقى تعليم عالي في العراق أذا بقي الوضع على ما هو عليه؟