سلاما سلاما ابا عباس
 26 / 10 / 2012

ها انت قد رحلت دون وداعنا 
ودون سابق انذار منك
ونحن ودعناك وسرنا مشيعين انفسنا فيك ... دون موعدا لنا
واصبحت روحك ترفرف فوقنا ... تسمع صراخنا
وترى انهيار كل شي فينا ... ودموعنا وعويلنا 
ولطم على الخدود ... والله قد تمزقت احشائنا
واجتمع الناس من حولنا .. حبا لك اكيد
وبكاء وتعاطفا على هول ماحل بنا
كسر القلوب ... اضطرابنا وفزعنا
اصبحنا يتامى وثكلنا كلنا ... هذا هو حالنا
وسرنا خلف نعشك تحملنا الارض لا اقدامنا
تكلمك قلوبنا فلاتكلمنا
وتكتفي بابتسامتك الماسيه تشرق ... وسط
زحامنا وهياج احزاننا
وكانك في الصوره فوق نعشك تضحك علينا
انت ام نحن الموتى ...نرتعد خوفا ولفنا طوفان الحزن المدمر
وانت مبتسما كشمسا وقت مشرق
لاخائفا او متكدر ... نعم لم تمت وسموت اكثر
فانت تعلم ......
نحن الخوفى العاشقين لك
نحن الذين سوف نقبر 
وعند مثواك الاخير ابت .. ان لاتفارقك ارواحنا
فهل حقيقتا امرك ... وهل انت مفارقنا
مهلا ابا عباس فليس فينا مصدقا 
اتوسل اليك ان كان حلما فايقضنا
الوقت يدركنا واليل جاء والكل هناك في ........ ينتظرنا

لكن هيهات .... جاء الصوت ينادي باسمك وقد اختار لك
الله منزل يختلف عن منازلنا وعالما غير عالمنا وهناك يقينا
لك احبه واصدقاء ينتظروك خير منا
انها حقيقه اذا .... بل هي الحقيقه الوحيده في عالمنا
انها حقيقه اذا يااخوتي واصدقائي وصوت الملقن ايقضنا 
يامحمد مصبح ان جائك ..........
وقعت كالصاعقه علينا ... ونال الياس منا
لاصوتا سوف يجاوبنا
وبعد ان كنت طول الطريق اكلمك واظن انك تسمعني ومن تحت النعش سوف تضحك ولابد ان تجاوبني
ودعتك واهلت التراب عليك
وعرفت انك اليوم ذهبت وعمرا جديد لي مثقل بالاوجاع تركت والف سؤال وسؤال ....
وعدنا اجسادا مهلهلتا بلا ارواح
ماذا عسانا نقول لاحبتنا عند اللقاء
ياليتنا في طريق العوده تهنا في الصحراء
وجروحا فينا تنزف وجروحا تنتظرنا لتفتح
فالموت حقا  ياصديقي .. ولكن نارا في القلب اوقدها
ولهيب مستعر .. اين تركناك ؟
وكيف كانت لحظات الوداع الاخيره
بعد ان كفناك ... وباي حال ثلاث نقلات حملناك
وهل صحيح ان حفرتا غيبت ثراك
وبعتابا ام تقبيل  وصرخات ودموع
عفرنا الرؤس والوجوه بالتراب حين انهينا اخر يوم معاك
وداعا وداعا سلاما سلاما 
على روحك وجسدك وغادرناك 
ومطلوبا منا ان نعض جراحنا لاننا نحتضر
ونواسي اهلنا واحبتنا 
فهي اختناق عبراتهم .. وشغف قلوبهم .. وخلجات صدورهم
اسئله مطلوبا منا اجابتها 
للحالمين وغير المصدقين .. المنتظرين
من المقبره ساعة وصولنا
هي لحظات لاتسالونا ارجوكم عنها
فلازلنا في غيبوبه وهل سهلا فقدك علينا ؟
لا انذركم لاتسالونا
صحيح سهل عليك كسر الزجاج ... ولكن حذاري .. حذاري     ان تعاود لملمته مره اخرى ... لانه حتما سوف يجرحك
تناثرت اجزاء قلوبنا في الارض والهواء
وتبعثرت اشيائنا هنا وهناك
لو انك فقط طلبت منا الوداع او على الاقل انتظرتنا 
لحظات قبل الفراق
كيف  بهذه السرعه والغفله كان اخر لقاء
وتحدثنا طويلا كل يوم ولم نترك شيئا للفراغ
وتوقعنا الاسوء ومشاكل عده وعناء
وسلكنا مختلف الطرقات واتذكر اننا ناقشنا مختلف الاحتمالات ونقاشات ونقاشات ..... لكن القدر شاء
فسلاما سلاما ابا عباس