بلا مصالحة وطنية لايمكن لبلد أن يستقر، حتى وإن كان في الظاهر يبدو كذلك، والشعب بكامله يبتسم للكاميرا كي تظهر صورته حلوة! كل شعب في المعمورة هو بالضرورة متعدد الثقافات والأديان وحتى المذاهب - خاصة بعد أن تداخلت الشعوب فيما بينها بسبب الهجرات بحثا عن العمل أو الأمان - وما لم تكن السلطة القائمة في أي بلد تنظر بعين المساواة لكل السكان، وتخضع الجميع لمسطرة القانون والدستور فإن عدم الاستقرار سيكون مصير هذا البلد، في أقرب ربيع أو إنتفاضة أو ثورة! في العراق يجري نقاش دائم، وعلى كافة المستويات عن (صعوبة) إجراء مصالحة وطنية شاملة تعيد للبلاد استقراراً لطالما افتقده منذ عقود. وما بين اليائسين والمتطيرين والمتشائمين تدب فكرة أن لا (چارة) للشعب العراقي، ولا استقرار لهذا البلد المأزوم دوماً، لأن كل الحلول لا تصلح له! والحقيقة أن (الچارة) موجودة، فلا يوجد شعب لا يمكن إحداث المصالحة فيه، والأمثلة كثيرة على بلدان جرى فيها الدم أنهاراً، والآن تنعم بالإستقرار والرفاه. ما يؤخر المصالحة في العراق هو أمر واحد لا ثاني له، وهو: الإرادة السياسية ! والارادة السياسية إن توفرت، وصدر قرار سياسي و بنوايا طيبة، بعيدا عن مهرجانات (الهبيط) و (لن نتصالح مع من تلطخت أياديهم بدم العراقيين)، فإننا سنصل للسلام المنشود بسرعة قد تفاجئ الجميع محليا وإقليميا وعربيا. المصالحة هي مجموعة قرارات وقوانين، قد تكون صعبة، ولا يستطيع سوى القادة الحقيقيين اتخاذها، لكن لا حل من دونها. نكرر دوما بأن المشاكل في أي بلد، وفي أي موضوع، لا تحل نفسها بنفسها. كما أن تأخير الوصول الى حلول يعقد المشاكل أكثر، ومن لا يرضى بالخروف سيرضى بالجزّة والخروف معاً، ولكن بعد أن يسيل دم أكثر، ونفقد أحباب أكثر، ويمسي السلام بلا طعم! في أمان الله
|