عولمة الإرهاب

 

صنف الخبراء العسكريون الارهاب ضمن الجيل الرابع من الحروب ، وقد  جاء بعد ثلاثة أجيال معروفة …وهي كالاتي :

 

 الجيل الاول :  الحروب  التقليدية  وهي بين جيشين نظاميين لدولتين..

 

 والثاني : حروب العصابات ..

 

والثالث الحرب الاستباقية او الوقائية الى إن حصلت أحداث سبتمبر عام 2001 ، فدخل الجيل الرابع  في الاستخدام من قبل الجيش الامريكي بعد أن وجد نفسه  في حرب ( غير متماثلة ) ، أي أنه لا يحارب دولة ، بل عصابات وخلايا خفية ومنتشرة حول العالم لضرب مصالح الدول الاخرى في داخلها او خارج حدودها ..

 

والغرابة في الجيل الرابع أنه توسع  بشكل سريع واستثنائي ، بحيث أصبح اليوم يشن وحده حربا ، وصفها المتابعون  ( بالعالمية ) ضد العالم كله ، بما في ذلك  ضد من كان يدعمه ، وأخذ يبتكر وسائل مدمرة  لم تعرف الانسانية مثيلا لها ، وتزداد خطورتها ، يوما بعد أخـــر  ..

 

 وعندما  يتنقل الارهاب على هواه ، ووفق تخطيطه ، وأهدافه ، من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال وبالعكس ، ويختار الساحة والتوقيت والمناسبة ،  يكون قد  أصبح  بهذا الامتداد  حربا عابرة للحدود والقارات ..

 

فلماذا تركه  العالم المتطور- المتمكن فنيا وعسكريا – وبالذات امريكا ،  وهي من صنفته بالجيل الرابع أن يتمدد ، طيلة المدة التي اعقبت أحداث سبتمبر ،  لكي يجد له (  مواطىء اقدام ) كثيرة في أماكن عديدة ، ويوفر له مصادر مادية وبشرية ، ويصل الى هذا المستوى من الخطورة والتوسع في العمليات والتجنيد …

 

وهل يستقيم  ذلك مع ( منطق العصر)  الذي تريد امريكا  فرضه على العالم ، وتنفرد فيه قوة ( أعظم ) واحدة ،  وتدعي انها تعرف كل شيء فيه ..؟..

 

 فكيف لم تكتشف ( القوة الاعظم ) مجموعة كانت عبارة عن (  انفار ) في بدايتها قبل ان تتوسع كما هي عليه اليوم ..؟..

 

وهل أصبحت وكالة الامن القومي الامريكي ( نمرا من ورق ) أمام (الامكانات الهائلة لهذه الانفارفي بدايتها ؟!! ) ، وهي التي جعلت العالم ( في جيبها ) – كما يقال – عندما أخذت تتجسس على كل دوله ، بما فيها أصدقاء وحلفاء لها ، كما ذكرت صحف امريكية وغربية في حيـــنها .؟..

 

فالارهاب دخل مرحلة العولمة باستهدافه كل  الدول ، بما في ذلك من تحالفت معه ، ومدت يد  العون  له ، وتركته يتمدد ،  وليس هناك دولة بمنأى عنه ، في الشرق أو الغرب ، مهما كانت طبيعة نظامها .. (رأسمالية ، ليبرالية ، علمانية ، اسلامية ..الخ ) ..

 

 ولذلك فإن الاسلوب المناسب لهذا النوع من الحروب ، هو ان يكون العالم موحدا فعلا ضدها ، وليس في البيانات فقط … فكثيرا ما سمعنا  في البيانات واللقاءات والمحافل  العالمية عن ( تجفيف منابع الارهاب ) ، لكن هذه المنابع  لم تجفف ، بل فاضت اكثر ، وتوسعت خطورتها وإزدادت مصادرها ، وتنامت قوتها ..

 

فمتى تخرج المنظمات الدولية والاقليمية من لغة البيانات والشجب والاستنكار الى الفعل ..

 

أن السلاح الامضى لمواجهة الارهاب هو تعزيز الوحدة والانسجام والسلم المجتمعي ، والتسامح ومنع روح الانتقام ، ونبذ الكراهية ،  والتمييز على اساس الجنس واللون والدين والقومية والبلد ، والتهميش ، وتعزيز مبادىء حقوق الانسان ، وإستيعاب الطاقات الشابة والعناصر المنتجة والتخلص من البطالة ..

 

فقد آن  للعالم أن يتوحد على هدف انساني ، وهو التخلص من هذا الداء الفتاك..؟…

 

واصبح لزاما  عليه أيضا أن يضع ستراتجية دولية لمواجهة الارهاب في كل العالم ، دون تمييز ، ما دام الجميع ضمن دائرة الاستهداف ، وكانت منطقتنا هي الضحية الاولى ،  والخاسر الاكبرمنه ..

 

فهل يوحد الارهاب العالم ، بعد أن فرقته السياسات ، والحروب الساخنة والباردة ، والمصالح ويلتقي على هدف إنساني نبيل فشلوا في التلاقي عليه تحت مسميات  وعناوين  شتى ؟ ..

 

نتمنى …

 

{{{{{{{{

 

كلام مفيد :

 

 من مفيد  ما كتبه المتخصصون عن الفرق بين الهبوط والنزول .. المختصر الأتي :

 

الهبوط تتبعه إقامة .. ( اهبطوا مصرا فان لكم ما سألتم ..)

 

أي اذهبوا الى مصر للاقامة فيها ..)

 

أما النزول فهو النزول المؤقت ، ولا يعقبه استقرار…