جريمة ضد البيئة والمجتمع |
لم اصدق عيني عندما رأيت الموقع الذي اتخذته أمانة بغداد مكبا” ضخما” ومركزيا” للنفايات ! واعتقد أن القراء سيفاجأون عندما يعلمون اين اختارت أمانة العاصمة بغداد لتجمع نفاياتها ، في إساءة ترقى الى مستوى الجريمة البيئية بحق بيئة العاصمة وبحق المجتمع البغدادي وبحق الصحة والتعليم العالي ! كيف ؟ اقول لكم أن أمانة بغداد استحدثت مكبا” جديد” ضخما” لطمر وتجميع لنفايات في صدر قناة الجيش وعلى الجهة اليمنى المحاذية للشارع العام المحاذي لقناة الجيش ، حيث يبدأ أكبر مشروع تشرف عليه الامانة منذ عدة سنوات وهو متنزه قناة الجيش الذي خصصت له ملايين الدولارات ! فهل يعقل هذا يا أمانة بغداد ؟ أن يبدأ هذا المتنزه المنشود والمأمول بمكب لطمر القمامة والنفايات ؟ والأدهى والأمر من ذلك أن مكب النفايات العملاق هذا بكل الابخرة والدخان والروائح الكريهة المنبعثة منه ومع كل الذباب والحشرات التي تجمعت لتقتات على جبال القمامة والنفايات التي تلقى به يوميا” يقع على بعد (200-300) متر بخط مستقيم من مباني كليات الجامعة العراقية ومباني كليات ومعاهد تابعة للوقف السني الذي يقع ضمن محيط هذه المباني وبمسافة لا تزيد عن (500) متر بخط مستقيم ، من موقع هذا المكب العملاق الذي أدت الحرائق التي تحرق فيه للتخلص من القمامة والنفايات الى عرقلة الدراسة في هذه الكليات وتعرض العديد من الطلبة للسّع الحشرات والذباب واستنشاق الغازات السامة المنبعثة من دخان وابخرة الحرائق لهذا المكب العملاق الذي اعتنت أمانة العاصمة بغداد في اختيار موقعه الستراتيجي ؟؟ خصوصا” وهو يقع على بعد (100- 200) متر ايضا” من مستشفى العلوم العصبية ومستشفى العلاج الطبيعي ! فهل حدث في كل العالم الثالث والرابع والخامس أن وضع مكب لتجميع نفايات وقمامة مدينة وعاصمة قرب مستشفى ؟ اي جريمة وأي اساءة الى البيئة هذه التي ارتكبها من اختار هذا الموقع لتجميع ورمي قمامة ونفايات بغداد ؟! ولا ننسى أن مجمع سبع ابكار السكني (مجمع بدر) يقع مقابل هذا المكب على بعد 200متر على خط مستقيم ، كما لا يبعد هذا المكب العملاق للنفايات عن احياء تونس وسبع ابكار ومجمع الاوقاف السكني حيث تجمعات سكنية كبيرة تحتوي على مدارس ورياض اطفال ومحال تجارية ومنشآت صحية وغيرها!..
ان هذا المكب الذي يقع في صدر قناة الجيش وعلى شارع القناة مباشرة يعتبر بكل المقاييس ظاهرة غير حضارية فضلا” عن كون موقعه يشكل اساءة ترقى لمستوى الجريمة البيئية بسبب تأثراته السلبية على الصحة بالنسبة لسكان المجمعات السكنية والمستشفيات والكليات والمدارس التي ذكرناه آنفا” ..فرفقا” ببغداد وأهلها يا أمانة بغداد ، ورفقا” ببيئة بغداد التي تعاني وتتعرض الى التدمير والخراب يوما” بعد يوم فلا تزيدوا الطين بلّ ، وأعيدوا النظر في اختيار مكان آخر لطمر وتجميع النفايات والقمامة ، يرحمكم ويرحمنا الله ؟
|