شارع أبي طالب

 

حسنا فعلت امانة بغداد عندما سارعت واجرت عملية صيانة على شارع ابي طالب الذي انتشرت فيه الحفر والمطبات بعد هطول كميات غزيرة من الامطار على مدينة بغداد وغرق شوارعها وكثير من مناطقها بالمياه التي تجمعت في الشوارع وتسببت في احداث ضرر كبير وادت الى تخسفات وحفر وتهالك الاسفلت مما جعل المرور فيها غير آمن وغير سالك .

 

ونقيم مبادرة امانة بغداد في صيانة الشارع الذي لم يكلف من الوقت سوى ساعات ، ومن الاموال النزر اليسير ،  حيث تعد هذه المبادرة سِبقا لنشاطات الامانة التي غالبا ما تأخذ وقتا طويلا عند التنفيذ مثلما هو الحال في الخط السريع محمد القاسم حيث ما زالت المطبات والحفر تمتد على طول الشارع ومقترباته خاصة جهة الخروج الى الباب الشرقي..

 

وكم تمنيت شخصيا ان تمر الدكتورة ذكرى علوش بموكبها بهذا الشارع لتعرف الحاجة الفعلية لعمليات الصيانة البسيطة التي تجعل السير فيه اكثر سهولة واكثر امانا . المهم صيانة شارع ابي طالب نفذت في جانب منه فقط ، وهو المتجه الى منطقة الصليخ ، اما الجانب الاخر المتجه الى باب المعظم فما زالت الحفر والتصدعات ترعب مستخدميه.

 

الشوارع الرئسية في بغداد وحتى الفرعية منها غالبا ما تتعرض الى تصدعات وانكسارات ومطبات وحفر وتخسفات ما يعوق السير فيها ، او انها تصبح غير مريحة على اقل تقدير ، ودائما ما تكون معالجة تلك الطوارئ يسيرة وممكنة وغير مكلفة ، الا ان اهمالها وعدم صيانتها يجعلها اكثر سلبية حيث تسبب بعضها بحوادث مرورية تؤدي الى خسائر في الارواح والاموال .

 

وعودة الى شارع ابي طالب فان اصلاح تلك الثغرات اراحت الكثيرين من مستخدميه وجعلته سالكا .. الا ان امرا اخر تركته الامطار ألا وهو ترسبات الاطيان بعد جفافها حيث تحولت الى أتربة تجمعت على جانبي الشارع ذهابا وايابا .. وقد عملت اجهزة التنظيف على جمع تلك الأتربة الا انها لم ترفعها بل ابقتها في اماكنها حتى ساعة كتابة هذا العمود على اقل تقدير .. وما زالت كميات الأتربة مثيرة للاستغراب ومؤشرا على ضعف الخدمات، حيث  تثير الغبار بشكل كثيف عند مرور السيارات وتسبب تلوثا للبيئة قد يكون غير محسوب في توجهات امانة بغداد وخدماتها .

 

 الامانة رفعت مئات الاطنان من النفايات من مناطق بغداد كانت قد تجمعت بسبب انقطاع المواصلات وصعوبة الوصول الى اماكن تجميع تلك النفايات .. وهو جهد كبير مشهود لها ، الا ان طريقة جمع النفايات ونقلها ومعالجتها ما زالت بدائية وجزءاً من عمليات رفع النفايات يتسبب في تدمير الارصفة وجوانب من الشارع بسبب  استخدام الاليات الثقيلة (الشفلات) لرفعها. ليست الموصل وحدها ام الربيعين ، بل ان بغداد ايضا فالأجواء الطيبة التي عشناها ونعيشها خلال التشرينين جعلت من خريف بغداد ربيعا اخر اكثر روعة من ربيعها الاول . لكننا لم نشهد بعد زهور بغداد وهي تنمو في الجزرات الوسطية والجانبية والمساحات الخضر التي كانت تزهر في مثل هذه المواسم .

 

 ولان لاعذر لأمانة بغداد في قلة التخصيصات بسبب ضغط النفقات ، حيث ان شتلات الورد حسب علمي لا تشترى من الخارج بل تنتج في المشاتل التابعة للامانة ، وكل الذي مطلوب هو زرعها في اماكنها لتزيد بغداد جمالا على جمالها.. وسبق ان قلت ان “بغداد امانة في عنق امانة بغداد” ومتى اهملت الامانة جانبا منها فانها تكون قد خانت الامانة .

 

ولانرضى لبغداد من يخونها ولا يرعاها ويصونها ويجملها ويضعها بين عينه كونها عاصمة العراق الابدية .