الموت البطيء

 

ليس غريبا على احد الوضع الحالي وما تتخلله من ازمات لانهاية لها .. حيث تشابكت الامور وبات من الصعب معرفة ماذا سيكون غدا ومالذي قد يطرأ خلال الايام القادمة او السنوات .فالمشهد المتكرر يعطينا تحليلا جليا لخضم الامور والاحداث والترتيبات والنتائج المحتملة وما ستبرزه الاحداث والاوضاع لان كل المعطيات توصلنا او تقرب لنا احتمالات مهمة وكثيرة لان المسارات الخاطئة والعليلة ترسم لنا صورا مشوهة .. وقد شهدت السنوات المنصرمة ماهية الوضع في هذا البلد وما يعانيه الشعب من تشظ وانقسام في الكثير من الصعد ومنها الثقافية والدينية والولائية .وما يعانيه اليوم من الكثير من التراكمات البيئية والسياسية والاقتصادية والنقص الحاد في الكثير من المفاصل الحيوية. حيث اصبح البلد مجرد ساحة للصراع على حساب الشعب .. وقد اتخذت منه الكثير من الاحزاب والحركات والفصائل المسلحة مكانتة عززت فيها مؤهلاتها وامكانية ديمومتها واستمرارها وهذا بات امام مراى الحكومة وهي غير قادرة على كبحها والتصدي والوقوف في وجهها وهذا يدل على عجز الحكومة ولانها اخترقت من قبل هؤلاء ولم تعد قادرة على اتخاذ اي قرار في صدد ذلك. ومانلاحظه اليوم هو استمرار الموت البطيء لهذا الشعب بفعل النقص الحاد في الكثير من احتياجاته المهمة وما يعانيه من التردي وفقدان التوازن فلم يعد هناك مايطمئنه ويسترد له عافيته او يشعره بالامل والتفاؤل لان الحكومة لم تعد قادرة على تحقيق متطلباته فالكل يعمل على شاكلته وغير مكترث بما يعانيه الشعب ولم يعد غريبا مايحصل اليوم وما حصل قبل ذلك