ولكن العراق لا بواكي عليه

 

كل زعماء وحكام دول العالم (الأجنبية والعربية والإسلامية) ومعهم الصحافة والإعلام تكلموا وصرحوا وعبروا بكل ألم وحرقة عن عملية داعش الإرهابية والتفجيرات الأخيرة في العاصمة الفرنسية باريس وأعلنوا عن حزنهم الشديد وإستنكارهم وإستقباحهم لهذا الفعل الإجرامي الشنيع..!!

 

ولكننا لم نسمع منهم أن تألموا وأدانوا وأستقبحوا ولو مرة واحدة أكثر من 4 آلاف عملية إنتحارية همجية بربرية قام بها أتباع الوهابية التكفيرية في العاصمة العراقية بغداد وحدها وأدت لمصرع مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء بصورة بشعة .. ومن المصادفة أنه قد حدث تفجيران إجراميان واحد في منطقة حي العامل (غرب بغداد) وآخر في مدينة الصدر (شرق بغداد) قبل تفجيرات باريس بساعات فقط وتسببا بإستشهاد وجرح مئات العراقيين الأبرياء وسط الشوارع والأسواق .. ولكن لم نسمع إدانة ولو بنسبة 1 بالمئة من الذين أدانوا تفجيرات باريس وملأوا الدنيا عويلاً وضجيجاً وكأن الفرنسيين هم البشرفقط  ..ونحن لا .. وكأن بغداد العظيمة العريقة هي قرية صغيرة على هامش باريس ..!!؟ الدول العربية كلها قاطبة ..منظماتها وأحزابها ومشايخها وأزهرها وأئمة مساجدها كلهم أدانوا وأستنكروا تفجيرات باريس وأعلنوا تضامنهم مع ذوي الضحايا وترحموا على الأموات وأبدوا أستعدادهم للمساعدة والمساهمة .. ولكنهم لم يدينوا أو يستنكروا أي عملية- ولو واحدة- من عمليات داعش وتفجيرات القاعدة الإجرامية في مدن ومساجد وحسينيات وشوارع ومتنزهات وأسواق العراق منذ عام 2003 وحتى اللحظة ..!!  والعجيب : أن آل سعود ومشايخ الوهابية أدانوا تفجيرات باريس بأشد العبارات وأصدروا بيانات متلاحقة وفتاوى كلها تحرم إراقة الدم (الفرنسي والأجنبي) وإن كان كافراً وغير مسلم  فهو لايجوز ومحرم شرعاً وهو فعل ليس من الدين والإسلام بشيء .. ولكن هل سمعتم منهم إدانة لمقتل مليون عراقي بريء بسبب تفجيرات كلابهم وخنازيرهم ووحوشهم وسط أطفالنا ونسائنا على مدى عشر سنوات مضت .!!؟ لاندري.. نحن وسط أي عالم نعيش.. وأي أمة عربية (مسلمة) هذه التي ننتمي إليها..!!