لا اريد في ساعتي هذه ان ائتي بالتاريخ كله واستحضره لأخبر الناس عن تاريخ المرأة العراقية وما مرت به على مر العصور والأزمان لكني اريد ان انقل معاناة هذا المخلوق ألذي اوجده الله على ارض من اراضيه تسمى بأرض الرافدين وارض السواد او العراق وقال الناس عن هذه الأرض من يعيش فيها فهو قد حاباه الله بالغنى اولا والجمال ثانيا والعيش الرغيد ثالثا وراحة البال والتمتع بخيرات ارض هذا الوطن الذي يعده الناس اغنى البلدان والذي كما يقال تغنى به وبأرضه وماءه وسماءه الشعراء والادباء لما يوجد فيه من ميزات قل وجودها في بلد اخر .. لذا واليوم وانا اسبح في بحر بداية الخمسين وعمر مثل هذا كافي ان يرى ابن هذا الوطن من يتغنى بوطنه لكني والحق يقال ما رأيت من تغنى بالعراق لما قدمه من خير لأهله وسعادة وطمأنينة ,,نعم رايت من يتغنى نفاقا ورياءا بالرؤساء ويمجد اشياء مالها وجود ويقلب حقائق مرة ويرسمها امام الطغاة عسلية .. نصف قرن من السنين ما رأيت الا المعاناة والحروب والقهر والجوع والدول المحتلة الباحثة عن مصالحها وحاجاتها وحكام جاءوا ليعبثوا بأهل وخيرات هذا الوطن فأصبح الانسان في بلد القوانين يقف عند ابواب الاثرياء محدودب الظهر ويبحث في قمامتهم وقمامة المحتل ليكمل يومه وكم من ابناء العراق ناموا وقد شدوا بطونهم وكم ام أمست لا تستطيع ان تسكت طفلها الجائع وأخرى تبكي على زوج ربما يأتي حاملا لها رغيف خبز او اب عجز على جلب كسرة خبز من أكوام القمامة وعاد بعد ان يأس من البحث لأنهم سبقوه ونظفوا تلك القمامة من خبز عفن... ليقل عني القارئ ما يشاء سوداوي او رمادي او يائس من رحمة الله ليقول من يقول عاذل او حاسد او متمني لي و جار قد ملء بطنه ونام وهو يتلوى الما من تخمته ,,ليقولوا ما يقولون فالحقيقة ما اقول وطن بكت تحت سماءه الابناء وجفت عند اقدامه الدموع وتوسلت لقامته الامهات وهجره الابناء ودفن تحت ارضه الاكباد هكذا هو الحال وليس غير هذا الحال حال... وطن فيه الايتام رقم والأرامل رقم والبطالة رقم والعوانس رقم والمتسولين رقم والمهاجرين رقم والمهجرين رقم واللذين خرجوا ولم يعودوا رقم بلد فيه الناس مزدحمين امام دائرة تسمى الطب العدلي المفخخات رقم ,,وطني الارقام فيه تتهاوى كل رقم تحت المليون لا يذكر فيه القتلى مليون الارامل بالمليون الايتام بالمليون العوانس بالمليون البطالة بالمليون الجوعى بالمليون السراق بالمليون ليس لغير المليون مكان في بلد كانوا يسموه ارض السواد لكثرة الخضرة ,,, من يعيش في هذا الوطن غير المساكين الطيبين والثكلى والأرامل والأيتام اما ممالك الاثرياء فهي مختفية خلف ابراج من الحراس هناك بعيدا وعلى جدرانها كتب ممنوع الاقتراب ولا يسمح بالتصوير ... كل مجتمع في العالم يتكون من ابناءه واللذين هم الرجال والنساء وبين هذين المسميين الأطفال والشباب والشابات والكل لهم في وطنهم حصة اوجدها الله منذ نشاة الخليقة,, لكن في العراق ويا للهول اكثر الناس عذابا فيه هن النساء فقبل عشرات السنين كان الاب او الاخ يقتل فتفصل المرأة عن القتل تعطى المرأة كفدية(دية) مكان المقتول فتسمى (الفصلية) وعند ذاك تعامل تلك المرأة البريئة معاملة سيئة كأنها هي القاتل فتدفع ثمن القاتل في بيت الزوج وتعاني الامرين من امر واتهام وجرم لم ترتكبه كل ذالك لأنها امراة عراقية والعرف يقرر ذالك اما اذا جلس الرجل في ديوانية الشيخ او في مجتمع ما وليومنا هذا عندما يتطرق احدهم لموضوع يهم النساء ينبز احدهم ومن مكان اخر ليقول (مكرم السامع)وكأن الحديث عن المرأة في مجتمعنا العراقي هي عبارة عن حديث عن النجاسة او الحديث عن شيء مرفوض الحديث عن هذا المخلوق يجب ان تسبقه كلمة العياذ بالله ,,, الارقام اليوم تعلن ان عدد النساء في العراق اكثر من الرجال والسبب يعود الى الحروب والمحارق التي وقودها الرجال وابناء هذا الوطن يذهب الشاب وهو في اليوم الاول من زواجه ويسحب سحبا من بين احضان حبيبته ليرمى على السواتر ويعودون به ملفوفا بخرقة تسمى علما تستغيث هذه الخرقة من تلك المهازل وياتى بذالك العريس الميت ويسمونه شهيدا ومعه الف دينار مصاريف لعزاءه وبعد ثلاث من الايام يفيق الجميع من سكرته الحزينة ليرى في احدى زوايا الغرفة فتاة مركونة لايتجاوز عمرها العشرون وهي تتقلب لا تعرف الى أي مصير يسير بها الوقت وتسير الايام ليكتشفوا ان في بطن تلك الفتاة زرعت اجنة من ذالك الشهيد واصبح الامر اكثر مأساة وتبدا رحلة المعاناة والالم وهكذا لا الى الارض ولا الى السماء معلقة تلك المراة وفي بطنها جنين لشخص لم تراه الا ساعات فقط ناهيك عن ماتسمع تلك المسكينة من تراشق بالكلام بعد ان اصبحت عرضة لعيون النساء قبل الرجال وهن يسمعنها كلام ويتهمنها بأنها وجه نحس والا لما مات ابنهم في تلك الحرب (كرطة) وكأن تلك المسكينة هي التي ارسلت بأبنهم الى الحرب ومثل هكذا حال الآلاف من الفتياة اللواتي اصبحن مرميات تتلاعب بهن الالسن وتظهر يوما بعد يوم خطوط على وجوهن والزمن يسير ,, او ام سحب ابناءها من بين حنانها لتجد نفسها وحيدة وكم ام عراقية استيقظت في جوف الليل البهيم وقلبها يأن بعد ان اخذ الطغاة ابنها ورمي في غياهب السجون بتهمة انه ضد النظام وبقيت تلك الام وحيدة تبحث في المراكز والدوائر الامنيه عن ابن ضاع وتصور امرأة تسال عن ابنها جلاد واقف اما سجن وهي تتوسل به ان يخبرها عن فلذة كبدها وتعود بعد يوم شاق لتتحسس جروحها من اثر الدفع والشتائم والعبارات البعثية وهي تعود الى مكمنها تشتكي الى الله المها وتمر الايام ليأتي خبر ابنها انه دفن والحكومة تريد ثمن أطلاقة الاعدام وتسلم قائمة من الممنوعات ممنوع البكاء ممنوع العزاء ممنوع الإعلان عن الوفاة ليزداد الحزن حزنا ,,او ام وزوجة وحبيبة كان حالهم افضل عندما غادر ذالك الشاب ارض الوطن هربا من جور الطغاة وترك خلفه حبيبته وزوجته وهي عرضه لأحلام عودته التي طالت ونسى ذالك الابن ان قلوب هناك في وطنه قد تركت مدماة على قارعة الامل بالعودة وتمر السنون وتلك القلوب تنتظر وتحلم وتتذكر كان لها هنا حبيب وشقيق واخ وابن ولقد سرقته الغربة من بين ايديهم ليعيشوا مرحلة الالم الى ماشاء الله ,,, اما اليوم وفي زمن القتل العمد في الشوارع والخطف والمفخخات والاغتيالات فالتقارير الانسانية تشير ان في العراق اكثر من مليون ارملة وكل ارملة من ذالك المليون عبارة عن كدس من المشاكل فهي اما تعاني من شغف العيش وتربية اطفالها او انها شابة وقد عافها الزمن وبقيت وحيدة تتلاعب بها احلام الشباب او انها خرجت الى الشارع لتستجدي لقمة عيشها ومادرت ان الافخاخ قد نصبت لها وهي تعيش في مجتمع لازال ابناءه عندما تذكر في مجالسهم المراة يتعوذون بالله من الشيطان وما ادراك ماعدد المطلقات في العراق والمتروكات في بيوت ليس كالبيوت واللواتي هجرن في بلدهن بعد ان قتل المعيل وبقين يسحلن وراءهن بكومة من الاطفال في ارض الله الواسعة وفي محافظات العراق بعد ضاقت وسعة الله فلا مساعد ولا دليل ولا معيل يصحن الويل والثبور من وضع لا يتحمله حتى البعير الصبور اما من كان حالها احسن من اختها وهربت خارج ارض السواد من الموت في زمن الديمقراطية وحطت برحالها في احدى دول الجوار فهي ليس بأحسن حال من سابقتها وتعيش في مجتمع غريب بتقاليده وهي تركت خلفها الاخ والام والاب والصديقة ونامت في احدى علب السردين تنتظر يوم العودة وهي في انتظارها يخبرها الاهل بوفاة احد احباءها من ام او اب اوغتالوا اخيها فذرف الدموع في غربتها اكثر من مرارة ذرف تلك الدموع في وطنها.. والتي في وطنها وداخل بيتها ولها زوج ميسور الحال وتعيش في بحبوحة من الاطمئنان والامن والغنى هي ليس افضل حال من غيرها من مخاليق الله من النساء في عالم الله فلا توجد مقارنة في الالم بين المرأة العراقية واي امراة حتى ولو في الدول الجارة للعراق فتلك النساء يعشن في وضع افضل منها مئات المرات تلك المرأة التي تعتقد انها افضل من شقيقتها العراقية الأرملة والمطلقة والفاقدة فهي ايضا في وضع نفسي لا يحسد عليه صحيح لديها المال والزوج والابن والسقف لكن ليس لها راحة البال فهي عبارة عن آلة تعمل منذ ان يبدأ شروق الشمس حتى تعود الشمس للنوم وهي تدور في تلك الدار لتهيأ للأبناء والزوج والبيت ماتهيئه لعملهم وببدا مشوار اليوم فهي تجد وتجهد من اجل ارسال ابناءها للمدرسة وإحضار مستلزمات مدارسهم واكلهم وشربهم وغسيل ملابسهم وكيها ووجبات غذائهم وتنظيف دورهم والويل لها اذا قصرت في واجبها فاقل مايقال عنها عليك ان تنظري الى فلانة وعلانه وحالك افضل من حالهم فالطبخ والخبز والغسيل والتنظيف كل ذالك وكأنه واجب على رأس تلك المسكينة واجب وهي ايضا من تتسوق وتحمل قنينة الغاز وقدور الماء كل ذالك والمجتمع والبيت متفضل عليها حتى عندما يأتي المساء عليها ان تلبي رغباة الزوج المترف (المترهي) ومايدري ان له زوجة عبارة عن جثة هامدة يغزوها النوم قسرا بعد ساعات عمل لا يتحملها حتى الحمير .. ان ما يجري في العراق من كوارث بحق المرأة العراقية يجب ان تتدخل فيه كل العقول ابتداءا من السياسيين ورجال الدين والمجتمع ومنظمات المجتمع المدني ليس لردع حرب عن وطن اسمه العراق بل لأنقاذ احد المخلوقين اللذين سكنا على هذه الارض وهو المرأة والمسئولية لا تقع على شخص واحد لأنقاذ المراة والتي تنتظر الكثير من القوانين لأنصافها واعطاءها حقوقها مثلها مثل أي امراة في العالم ولا نريد ان نذكر اوربا او امريكا او استراليا بل حالها حال المراة في دول الجوار العراقي . Kathom69@yahoo.com
|