ضابطة CIA: تكشف خفايا مثيرة عن صدام والعراق واحداث 11 ايلول.. صدام حسين توسل بنا لان تكون بلاده مستعمرة امريكية ! الجزء الاول |
العراق تايمز: وكالات.. روسيا اليوم
سوزان لينداور" ضابطة اتصال لدى المخابرات الأمريكية، اتهمّت بالعمالة صالح "المخابرات العراقية" وتمّ القبض عليها بناء على القانون الوطني "Patriot Acts" ودخلت السجن من دون محاكمة حيث تعرضت لشتى انواع التأثير النفسي، وهددت بالحبس مدة 25 عاماً، ان لم تتنازل عن بياناتها في شأن احداث 11 ايلول والحرب على العراق.. لكن انباءها تسرّبت الى بعض وسائل الإعلام الحرّة والمدونّين، واطلق سراحها بعد سنة من الحبس. بعد ذلك تعرضّت لمحاولتي اغتيال عبر تدبير حادثة سير، لكنّها نجت، نجت من كل ذلك باعجوبة. وقررت الانتقام. وكان انتقامها كما تقول في كشف الحقيقة واظهار زيف الرواية الرسمية حول احداث 11 أبلول، والغزو الأميركي للعراق. فصدر كتابها بعنوان "Extreme Prejudice" وهو مصطلح يرمز الى الإجراء الأقصى التي تلجأ اليه الإستخبارات عبر التصفية الجسدية لأحد عناصرها إذا إقتضت الضرورة. إنّها "سوزان لينداور" ضابطة اتصال لوكالة استخبارات المركزية الأميركية الـ"CIA" منذ منتصف التسعينات حتى الغزو الأميركي في العام 2003. تلك المرأة التي تحلّت بجسارة النظام الأميركي، وانقلبت على الوكالة الإستخباري الأكثر نفوذاً في العالم، وهي المرأة التي لم تستسلم لرشوة المليون $ التي عُرضت عليها مقابل سكوتها حتى لا تنشر كتابها.. س: عن عنوان كتاب "Extreme Prejudice" أو الإجراء الأقصى، تكتبين "في حالة واحدة كان يمكنهم ايقافي، كان ذلك يتطلّب التخلص مني، اي اللجوء الى الإجراء الأقصى، انّه مصطلح يستخدمه المحترفون، للإشارة الى التصفية الجسدية لضابط اتصال أو عميل الإستخبارات. ج: كنت اقوم بعمل فريد.. كنت اتلقى تعليمات من وكالة المخابرات المركزية وادارة مخابرات وزارة الدفاع، كان عليّ أن اكون على اتصال مستمر بالممثلية الليبية والعراقية في الأمم المتحدة، بدأت اقوم بهذه المهام في عام 1995، وذلك على مدى 8 سنوات، اي حتى حرب احتلال العراق عام 2003. كنت التقي دورياً كل اسبوعين أو ثلاثة بالدبلوماسيين في هاتين الممثليتين، كنّا نلتقي في نيويورك في مبنى الأمم المتحدة، في ذلك الحين لم تكن هناك اتصالات رسمية بين موظفي الممثليتين ووزارة الخارجية الأميركية، وهكذا اصبحت المصدر الوحيد للمعلومات بالنسبة للإستخبارات الأميركية، والوسيلة الوحيدة إن صحّ التعبير لإجراء الحوار. كان القسم الأكبر من عملي منصبّاً على موضوع التعاون في مكافحة الإرهاب. لقد اقامت CIA قناة الإتصال من خلالي، لكي تحصل على المعلومات المطلوبة بهذا الصدد. وقد جرى تجنيدي لأني كنت في ذلك الوقت ناشطة حقوقية اقف على قناعة ضد سياسة فرض العقوبات على ليبيا والعراق. كنت أؤمن بأنّ العقوبات تقضي على الحوار في الوقت الذي كنّا بحاجة ماسة اليه. س: هل كان ذلك اشبه بالدبلوماسية الموازية؟ ج: نعم. فقد تخرجت من مدرسة لندن الإقتصادية، وكلية "سميث" (smith) الإنسانية المعروفة جيداً في اميركا، وكان مستواها التعليمي عالياً، وكانت لدي خبرة كبيرة في التعامل مع الدبلوماسيين لأنّي كنت موظفة في الكونغرس، والأهم أنني كنت اعارض العقوبات بشدّة. فكان ذلك مهماً لبناء علاقات ودية مع الطرف الآخر. 5000 ضابط اتصال وليبيا تصرخ "شكراً CIA س: قبل 11 ايلول كان هناك حوالي 5000 ضابط اتصال .. هذه المعلومات قدمّها مدير الـCIA آنذاك جورج تينيت. ج: كانوا 5 آلاف على مستوى العالم، 5000 ضابط اتصال. 3 فقط يغطون العراق. وانا واحدة من هؤلاء. الإثنان الآخران علمت بوجودهم بعد احداث 11 ايلول. ولذلك بقيت بعد الأحداث المصدر الوحيد الذي كانت له صلة بالجانب العراقي. لأنّ وزارة الخارجية الأميركية لم تكن لديها ايّة علاقات مع العراق. فقط في مجلس الأمن كانت لهم علاقات بالدبلوماسيين العراقيين. س: كانوا بحاجة الى المعلومات منك. كانوا يستغلونك لأخذ أكبر عدد من المعلومات، لأنك اولاً كانوا يحترمونك؟ كنت متعاطفة مع العراق. وكنت ناشطة من انصار السلام. والجانب العراقي يعلم بذلك... ج: كنت صريحة مع الجميع، وفي الوقت نفسه كنت مخلصة للمثل العليا وقيَمي. لأني كنت ناشطة في الحركة المعادية للحرب. اعتقد اني استخدمت موقفي هذا من جميع النواحي. كانت مهامي منسجمة مع افكاري. كانت صلابتي بالدفاع عن هذه المواقف دافع للعراقيين الى التقرّب مني في الإتصالات العملية. الدبلوماسيون العرب فهموا سياستي واحترموا مواقفي الصريحة. لقد كنت ضدّ اسرائيل في سياساتها المعادية للفلسطينيين مثلاً. واعتبرت ان جميع الناس ينبغي ان يكون لديهم حقوق متساوية. س: ولكن الدبلوماسيين العرب كانوا يعرفون انك ضابطة اتصال لـ"CIA"؟ ج: نعم. رغم ان هذا كان بالنسبة لهم اكتشافاً مفاجئاً. خلال اول لقاء لي مع الدبلوماسيين الليبيين، قلت لهم ان وكيلي هو "ريشارد فيوز" في واقع الأمر، وهتف احد الدبلوماسيين الليبيين في دهشة، "شكراً لـ"cia" على مساعدتها لنا في التخلص من العقوبات". ارجو ان تبلغي باسم القذافي وليبيا "شكرا لـ"CIA". طبعاً كانت سخرية منه. انهم كانوا يعرفون جيداً. وكنت اعتبر أنه من حقي التعامل معهم. ولكي يعرفوا من نحن منذ اللقاء الأول. وقد تمّ التفهّم ذلك من جانبهم، فقد وجدوا في لقاءاتي معهم فرصة لإقامة قناة اتصال بديلة. نعم جسر. وكنت راضية عما ينبغي عليّ أن افعله. ان اعمل كجسر للتواصل. آنذاك كنت شابة، وكنت أؤمن بان مهماتي قد تدفع باتجاه السلام ورفع العقوبات. وفي البداية لم اتوقّع أنّ الأمر سيكون صعباً الى هذه الدرجة. رحنا خلال 3 اسبيع الثلاثة الأولى نصع بحماس تلك الخطط التي عملنا على اساسها طوال 8 سنوات. س: تقولين في كتابك، لم يكن بوسع الإستخبارات الأميركية والحليفة لنا، ان تحصل على اي معلومات عن ليبيا أو العراق الاّ عن طريقي. ثم تقولين انّ عملك قد يهمّ الإستخبارات الأميركية فقط بل يمتدّ الإهتمام الى الإستخبارات البريطانية، التي كان عناصرها يراقبون جميع تحركاتك. ج: نعم. قيل لي ان استخبارات 4 دول غير اميركا يتنصتون على مكالماتي الهاتفية. البريطانية والفرنسية والإسرائيلية والمصرية. مثلاً عندما كنت اذهب الى المطعم مع دبلوماسيين من مجلس الأمن سواء مع سفراء او دبلوماسيين عاديين، كان يجلس الى الطاولة المجاورة رجل وامرأة، يتكلمان بلكنة بريطانية واضحة، كانت يتبعاني الى المطعم، ويرشيان النذل بـ100 $ كي يجلسوا هما مقابل طاولتي مثلا. ولن يطلبا طعاماً ابداً رغم جلوسي لساعتين او ثلاث. ولا عصير ولا حتى ماء. كانا يجلسان فقط ويصغيان الى حديثنا. وعندما كنت انهض لأنصرف كان النذل يتلقّى منهما 100 $ أخرى. اذا كنت المصدر الرئيسي للمعلومات بالنسبة للإنكليز وللفرنسيين وحتى للإسرائيليين. وكنا نعلم بذلك، ولا نبالي. ورغم ان خطوطي لم تتقاطع ابداً مع "الموساد" الاّ انهم جاؤوني مرتين يعرضون عليّ التعاون معهم. المخابرات السورية سعت خطف "ريشارد فيوز" في لندن و"ريشارد فيوز" من اكثر الشخصيات المذهلة التي قابلتها في حياتي، بالمناسبة كان شريكاً في فترة من الفترات لزوجة "غورباتشوف" وهو من أسس اول دار أزياء في الإتحاد السوفياتي في نهاية الثمانينات. وكان شريكين في بيع اجهزة الكمبيوتر للحكومة السوفياتية. "ريشارد فيوز" كان من اهمّ العناصر في الـ"CIA"، وقد عمل في سوريا ولبنان اثناء الحرب اللبنانية. ولكن تحت غطاء خبير في شركة التكنولوجيات. كما يعمل بهذه الصفة. أي الإستخبارات غير الشرعية. كان يلتقي الرئيس السوري حافظ الأسد في سوريا في استمرار. لكنّه انكشف وطُرد من البلاد كعميل لـ"CIA". وذلك بعدما ان ثبت تورطّه في سرقة جهاز حديث للغاية مرتبط بتكنولوجيا الإتصالات. سرقها من مخزن شركة "SIEMENS" في سوريا.. كان ذلك أشبه بمغامرة لـ"طوم كروز"، كان ذلك في نهاية الثمانينات. ثم حاولت المخابرات السورية اختطافه في لندن لحصوله على معلومات في قمّة الأهمية.. وتمّ الإتفاق مع الشرطة السكوتلاندية ليستخدموا عنصرا تشبّه به للتمويه واعطائه امكانية العودة الى اميركا.. وهذا كان سبب عودته من منطقة الشرق الأوسط وانهاء مهامه هناك. وخلال فترة عمله في لبنان. كان في بيروت يحاول العثور على الرهائن الذي كان من بينهم "تيري اندرسون" رئيس وكالة "associated press" ومدير محطة cnn في بيروت ورئيس فرع الـ"CIA" (وليام باكلي) في بيروت الذي مات تحت التعذيب. وكثيرون من الرهائن الآخرين. CIA تشتري المخدرات من البقاع وقد ادخلت الـ"cia" في اوساط المختطفين شخصاً اسمه الحركي "هولينغ" وكان تاجراً للمخدرات من سهل البقاع. وفي الواقع استفادة الـ"cia" فيما بعد من نشاط "هولينغ" كمهرّب.. فما الذي كانت تمارسه cia تحديداً. كانت تؤمن تحركات "هولينغ" من بيروت الى فرانكفورت، ومن فرانكفورت الى لندن ونيويورك، كانت تريد ان تكون على يقين أنّ الحقائب التي حملها "هولينغ" ستمرّ عبر الجمارك بسلام. الـ"cia" تسيطر على موارد تصدير المخدرات من العالم كلّه وليس فقط من افغانستان. ولبنان كان من اهمّ البلدان. لبنان كان الأول ربما. وهذا ما حدث هناك في الحقيقة. اضافة الى ذلك كانت لبعض الجهات في الـ"cia" علاقات وثيقة مع الحركات الجهادية. وقد اقاموا هذه العلاقات لخدمة الحملات الإنتخابية لبعض المشرحين للرئاسة في اميركا. الرهائن مثلاً في كلّ مرّة يعثر فيها موظفو cia من غير المتورّطين في التآمر على مكان الرهائن، كان موظفون آخرون من الوكالة يحذرون الحركات الجهادية ان مطارديهم سيصلون اليهم حالاً لترحيل الرهائن. وبالطبع كان يتمّ نقل الرهائن فجأة الى مكان آخر. ولهذا الغرض مكث "تيري اندرسون" بين الرهائن 7 سنوات. س: غير "cia" في فرنسا تمّ استغلال قضية الرهائن الفرنسيين في لبنان في عام 1988، وكان هذا الموضوع يُستغلّ في الحملات الإنتخابية الفرنسية.. وكان جاك شيراك حسب بعض المصادر متورطاً في ذلك؟ وكانت له مسائلة لأنّ عمله قذر الى حدّ كبير. ج: نعم في واقع الأمر كان "ريشارد فيوز" مستاء جدأً عندما كشف هذه الأمور، روى انّه عثر على المكان الذي كانوا يخبئون الرهائن فيه. واستدعى قوات delta-force لإقتحامه، ولكن نائب الرئيس الأميركي آنذاك "جورج بوش" الأب امر بعملية وقف تحرير الرهائن، كان آنذاك رشّح نفسه لمنصب الرئيس. فاراد تأجيل حلّ هذه القضية الى ما بعد انتخابه ليسقط غريمه. وهكذا اجلّ مسألة تحرير الرهائن لأشهر طويلة، إضافة الى ذلك وقع حادث سقوط الطائرة الأميركية الرحلة 103 في سماء "لوكربي". كيف وقع هذا الحادث، اليك قصة سقوط طائرة "لوكربي"؟ وكالة الأمن القومي التي كان موضوع الرهائن في دائرة اهتماماتها ايضاً، اثار اهتمامها المسار الغريب لسلوك بعض عناصر الـ"cia" في البحث عن الرهائن، وقد ارسلت الى بيروت فريقاً من واشنطن للتحقيق في حوادث فساد في صفوفها. وتورطهم في تجارة المخدرات، وبعد انتهاء التحقيقات استقلّ الفريق طائرة (pan am 103) للعودة الى واشنطن حاملين معهم ملفات التحقيق. وحمّل افراد الفريق معهم عينات من مخدرات ومئات آلاف من الدولارات مع الوثائق كأدلة مادية. كانوا يستعدون لتقديم تقرير كامل عن الفساد في صفوف عملاء الـ"cia". ولهذا السبب تمّ تفجير الطائرة في سماء "لوكربي". والدكتور "فيوز" هو الذي اجرى التحقيقات بهذا الخصوص.. وهو الذي اخبرني بذلك. وهذا ما يقلب رأساً على عقب الرواية الرسمية لحادثة لوكربي.. ليس لليبيا أيّ علاقة بالحادثة، "المقرحي" كان بريئاً تماماً، لم يكن له أدنى دخل في الأمر، ولم يلعب حتى الدور الوسيط. لم يكن يعرف شيئاً عن هذا الموضوع ابداً. كان المسؤولون هم "محمد ابو طالب" وتاجر السلاح السوري "منذر الكسار" و"ابو نضال". س: تقولين في كتابك، انّ "فيوز" قال لك، كان بامكاننا اتهام سوريا، ولكن فيما بعد، عندما وافقت سوريا على المشاركة في الحرب الأميركية على العراق، تمّ تحويل الإتهام الى ليبيا؟ ج: في ذلك الحين كان الـ"cia" هدف واحد، وقف التحقيق باي وسيلة. وان كان ذلك يتطلب الإستفادة من شخصيات امثال "أبو نضال"، ان واشنطن ليست برئية أبدا كما تدعّي.. وكما تعلمون لدينا معايير مزدوجة. وها هي المعايير المزدوجة ظاهرة للعيان. في اول جلسة مباحثات مع الجانب الليبي، رويت كلّ ما اعرفه عن قضية "لوكربي" فذُهل الليبيون، كان من الصعب ان يصدّقوا ذلك. في اول لقاء بيننا قلت لهم: ان عليهم ان يعرفوا اننا في الـcia نعلم انّ ليبيا غير مذنبة. لكن المشكلة تمثلّت في أمرٍ آخر. اسر الضحايا من الأميركيين وليس من السكوتلنديين هم من اصرّ على اتهام الجانب الليبي بايحاء من الحكومة الأميركية، لأنّ ليبيا كان في وسعها دفع تعويضات كبيرة جداً. ليبيا بلد غنيّ بالنفط. كان ذلك جشعاً بأبشع صوره. ومرّة اخرى، قلنا لو انهم ليسوا على حق. فان أحداً لم يكن ينوي السكوت عن ذلك. قلنا لهم ان منبع المأساة هو في لبنان باندلاع الحرب فيه. ولكنّهم ردوّا قائلين، انّه لا ينبغي اتهام الشعب اللبناني لأنّهم في هذه الحرب يقتلون بعضهم بعض، ولا يمكن لأحد هناك ان يتحمّل مسؤولية ما يحدث. كذلك لا توجد هناك سلطة او حكومة يمكن تحميلها هذه المسؤولية. ولا يوجد من نطالبه بدفع تعويض. تلك هي المسألة. لذلك راحوا يرددون، نحن لا نريد اتهام لبنان او سوريا بل "ليبيا". ليبيا ستدفع لنا التعويضات بالكامل. وحتى عندمااعترف "ابو نضال" صراحة بانّ التفجير من تدبيره لم يتغيّر شيء. مع انّه تحدث عن ذلك بحرية واعترف مراراً بأنّ تدمير الطائرة تمّ بتخطيطه هو. لقد ضايقه أنّ الليبيين هم الذين اتهموا. مع ذلك فقال مستسلماً لا يمكن عمل شيء إزاء ذلك. لكنّه أعلن مسؤوليته الكاملة. لكن الولايات المتحدة وبريطانيا قالتا لا يهمنّا ماذا يقول هذا الرجل. ليست هذه القصة التي نريدها. كنت واثقة تماماً من براءة "المقراحي"، وانا كنت ايضاً لم اكن راضية ان يعاني احدٌ آخر بسبب هذه الجريمة. س: هل اخبرتي الليبيين أنك تعرفين الحقيقة؟ ج: نعم. وقالوا ان كنتم تعرفون الحقيقة فلماذا تواصل واشنطن ترديد زعمها انّنا نحن الليبيين الذين فعلنا ذلك. إذا الـcia تعرف ذك فلماذا لا يلاحقوننا.. اهذا فقط لأنّكم لا تحبون "القذافي". العراق س: قلتي أنّ صدام حسين كان مُخبراً ممتازاً؟ ج: كان "صدام حسين" من افضل المخبرين في مجال الإرهاب بالنسبة لنا. س: ماذا عن مندوب العراق في الأمم المتحدة الدكتور سعيد حسن. ج: انه من اعظم الشخصيات الذين قابلتهم. س: تقولين انكم وضعتم خطة عمل مكتوبة من الطرف العراقي لتنفيذ. ماذا كان على العراق أن يفعله؟ ج: اولاً اريد ان أقول ان السفير سعيد حسن، كان واحداً من أشجع وانبل الرجال الذين قابلتهم في حياتي. في مرحلة المباحثات معه، كان لديه تفويض القيام بأي عملٍ ضروري ولقبول أيّ شروط من شأنها ان تُساهم في رفع العقوبات عن العراق. قال لي المندوب العراقي: إذا وافقتم على المفاوضات بشأن رفع العقوبات فاننا نضمن لكم السماح بعودة المفتشين عن اسلحة الدمار الشامل، إضافة الى ذلك نضمن لكم اعطاء الولايات المتحدة اولوية في جميع عقود النفط. وجميع مشروعات الإعمار الإقتصادي للعراق. قالوا: خذوا كلّ ما تشاؤون. س: من خلال من؟ ج: من خلالي انا مباشرة. وقد ابلغت الـ"cia" ووكالة الأمن القومي بذلك. بعد ذلك رفعوا ذلك الى مدير الـcia "جورج تينيت" ثم الى اعلى مستويات الحكومة. كان ذلك اثناء ولاية الرئيس "بيل كلينتون". وكان من المفروض أن تصبح نتائج المباحثات مع العراقيين معروفة بعد الإنتخابات، لا يهمّ من كان سيصبح رئيساً "البرت غور" أم "جورج بوش" الإبن. الأمر سياّن. كان على ايّ رئيس جديد أن يكون في جعبتهم انتصار كبير. حتى يكون بامكانه ان يقول قبل بدء عمل الإدارة الجديدة، بصفته زعيم الأمّة "ديمقراطياً" كان أم "جمهورياً"، انظروا ها نحن قد حققنا عودة المفتشين عن الأسلحة الى بغداد من جديد. إن حكومتنا الجديدة ستكون قوية وحاسمة، انظروا كيف يخافنا "صدام حسين". لقد استسلم لنا. س: تقولين، مندوب العراق الدكتور حسن، اعتبر انّ المفاوضات ستكون قصيرة لأنّ بغداد مستعدّة لقبول جميع الشروط الأميركية، أياً كانت هذه الشروط، صحيح؟ ج: نعم اياّ كانت هذه الشروط. وكان صدام حسين اراد يقيام تمويل حملة "بوش" الإنتخابية، هذه حقيقة مطلقة. وقال لك زميلك في الـ"cia" "بول هوفين" انّه سيقصف العراق بنفسه لو حاول القيام بذلك. العراق حاول ان يفعل ذلك قبل الإنتخابات بسنة تقريباً، حاول اكثر من مرّة، لم يكن الحديث لمرّة واحدة. بل لعدة مرات. عرضوا من خلالي مئات آلاف الدولارات. نعم نريدكم ان تساعدوننا في التفتيش في العثور على شخصية رسمية في الحزب الجمهوري لإعطائه الأموال. كانوا يريدون ايصالها للجمهوريين آملين ان يخدم ذلك المصالح العراقية. وكان الجمهوريين لديهم ما يكفي من الأموال من الإيباك (AIPAK)، وكان العراقيون يظنون انّه سيسمح لهم ما يفعله "الإيباك". ولهذا كتبت أنّه ظنّ هؤلاء التعساء المساكين أنّه بامكانهم التأثير على الوضع من خلال المشاركة في التمويل. نعم ارادوا أن يظهروا ولاءهم لأميركا بأيّ شكل. ارادوا ان يبدو أنهم اصدقاء لواشنطن. وهذا أمرٌ محزن للغاية. س: 10 سنوات من العقوبات وموت اكثر من مليون طفل، يحاولون تمويل حملة الرئيس الأميركي! ج: ارادوا ببساطة أنهم لا يمثلون خطراً علينا. قالوا نحن نريد ان نكون موالين لأميركا، نريد ان نكون موالين للغرب وسنعطيكم كلّ ما تريدون. فما بالكم تعاملوننا هكذا! لماذا تقتلوننا. نريد ان نكون اصدقاء لكم. لقد كنّا حلفاء بالسابق. فلماذا لا نستطيع ان نكون حلفاءكم من جديد! |