بلجيكا مصدر تصدير المتطرفين |
بلجيكا دولة صغيرة تقع في قارة اوربا يبلغ عدد سكانها نحو 11 مليون نسمة تعتبر هذه الدولة المصدر الرئيسي لعدد المتطرفين والمتطوعين الذين ينظمون الى صفوف داعش الارهابي في سوريا أو العراق مقارنة بعدد سكانها، وتم التعرف حتى الان على اكثر من 500 ارهابي بلجيكي متطرف بينهم 275 موجودين في سوريا ، قتل منهم 75 ارهابياً واكثر من 135 عادوا الى بلجيكا،وهناك مجموعات في طريقها الى العودة .
اعتداءات باريس الاخيرة كشفت ان شبكات التطرف في اوربا مصدرها بلجيكا، وهي الاخطر على الاطلاق في هذه القارة، بعد ان سلطت تفجيرات باريس الضوء على هذه الشبكات الخطيرة ،حيث اعلنت النيابة العامة البلجيكية اعتقال 7 أشخاص في مدينة مولنبيك القريبة من العاصمة البلجيكية بروكسل على صلة وثيقة بتلك الهجمات الارهابية ،واشارت المعلومات الاستخبارية في فرنسا ان العقل المدبر لهجمات باريس هو الارهابي عبد الحميد ابا عود وهو بلجيكي من اصول عربية وكذلك ورد اسم شخص اخر خطير يدعى عبد السلام صالح وهو بلجيكي ايضا .تعتبر بلجيكا ملاذا امنا للمتطرفين والمتشددين بعد ان اعلنت النيابة العامة البلجيكية ان فرنسيين اثنين من منفذي اعتداءات باريس اقاما في بروكسل احدهما في بلدة مولنبيك التي تعتبر اكبر ملاذ للمتطرفين في هذا البلد الاوربي ،كما اكدت النيابة العامة البلجيكية ان الشرطة الفرنسية عثرت على سيارتين مسجلتين في بلجيكا ،وأثبت التحقيق انه تم استئجارهما قبل اسبوع من تنفيذ تفجيرات باريس الارهابية .
مولنبيك من اشهر المدن البلجيكية التي يكثر فيها الارهابيون والمتشددون ، حيث داهمتها قوات الامن البلجيكية عقب هجمات باريس، وتستقطب هذه المدينة العديد من الارهابيين الذين سافروا وانضموا الى تنظيمات داعش في سوريا والعراق وقاتلوا هناك ثم عادوا مرة اخرى الى بلجيكا،وتعتبر هذه المدينة مصدر الارهابيين الذين نفذوا عمليات ارهابية في بلجيكا واوربا وخارجها ،فعملية اغتيال القائد الافغاني احمد شاه مسعود في بلدة خوجة بولاية تخار الافغانية عام 2001 تمت على يد احد سكان هذه المدينة ومنفذ اعتداءات مدريد عام 2004 والتي راح ضحيتها اكثر من 191 قتيل و1800 جريح هو حسن الحسني خرج من هذه المدينة ايضا، وكذلك مهدي عنوش المشتبه به الرئيسي في الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل في شهر أيار 2014 ، ومن متطرفي هذه المدينة الارهابي ايوب الخزاني منفذ الهجوم على قطارتالبس بين امستردام وباريس في اب 2014.
الجالية الاسلامية في بلجيكا وخاصة مدينة مولنبيك مذعورة من الاجراءات الامنية التي تتخذها السلطات البلجيكية لمداهمة اوكار الاسلاميين المتطرفين ،حيث انشأت خلية ادارة الازمة الامنية في بلجيكا تبقى على حالة التأهب الامني القصوى وباعلى مستوياتها، من جهته اعلن رئيس وزراء بلجيكا عن تعطيل الدوام في المدارس يوم الاثنين 23 تشرين الثاني 2015 خشية وقوع هجمات ارهابية على غرار هجمات باريس وحذر من ان المراكز والمحال التجارية ومحطات المترو في البلاد مستهدفة . ويدور الحديث في بلجيكا عن ابرز الاسماء الارهابية وهو عبد الحميد ابا عود العقل المدبر لهجمات باريس الذي قتل في ضاحية سان دوني الباريسية والفتاة حسناء اية بالحسن التي كانت ترتدي حزاما ناسفا وفجرت نفسها قبل محاولة اعتقالها من قبل قوات الامن الفرنسية التي اقتحمت اوكار الارهابيين ،ورغم هذا التشدد الامني في بلجيكا عموما ومدينة مولنبيك خصوصا فان التعاطف مازال موجودامع منفذي هذه العملية الاجرامية.
هناك مفهوم خاطئ لدى الحكومات واجهزتها الامنية مفاده ان عمليات التحريض على التطرف تتم على يد خطباء المساجد ووعاضها ،مما يتحتم على الاجهزة الامنية تكثيف المراقبة والتجسس وزرع المخبرين فيها ،متناسين ان دعوات المتطرفين والمتعاطفين معهم وتجنيدهم في صفوف الارهابيين تتم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة امامهم على مدار الساعة، وهي اكثر واسرع الوسائل اثارة لاهتمام المتطرفين و جذبا للارهابيين .
تعتبر بلجيكا في طليعة البلدان الساعية لمكافحة الارهاب منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي،حيث قامت بتفكيك العديد من الشبكات الارهابية، وأصدرت ادانات واحكام بحق معتقلين متهمين بالارهاب، الا انها مازلت اكثر الدول ملاذا امنا للارهابيين والمتشددين ومصدر تصديرهم الى منطقة الشرق الاوسط .
|