العنوان غريب ولكن لا يوجد شيء عجيب او غريب في بلد اسمه العراق ، فالحكايات كثيرة منها المحزنة والمفرحة، حتى بتنا نحتار في اختيار ألعنوان وعنوان مقالي هذا حصلت عليه، خلال جلسة في إحدى الحدائق الصغيرة والمنزوية عن الشارع ،عندما جمعتني مع رجالٍ تجاوزت أعمارهم العقد السادس ، ودارت بيننا أحاديث مختلفة صبت جميعها في بلدي العراق ، بدأت احاديثنا بعد أن ارتشفنا أكواب الشاي الممزوج بالآهات ، عندها تحدث أبا محمد عن قذارة شوارع العاصمة بغداد ،وأكوام النفايات المتراكمة في الأزقة وعلى ألأرصفة رغم إن مدراء البلديات يشاهدون هذه المناظر المقززة صباح كل يوم، حين يستقلون عجلاتهم الحكومية متوجهين الى دوائرهم ،ورغم الصيحات والتوجيهات والكتب الرسمية بالمتابعة ،إلا إنهم ( صمٌ بكمُ ) وكأن الأمر لا يعنيهم، وختمها أبا محمد بالقول ( شتكولون هي ضارطة ؟ ) .
وفي الوقت نفسه أيده بالحديث أبا سامر، عندما تحدث عن مراجعته لإحدى دوائر ألجنسية ونسي أن يجلب معه كتاب تأييد السكن رغم امتلاكه بطاقة السكن الأصلية، وإصرار الموظف على عدم استلام معاملته إلا بإرفاقه تأييد السكن ، وأكمل أبا سامر حديثه بالقول " انه بعد التوسل وشرح قرار وزير الداخلية وتوجيهه بالاكتفاء ببطاقة السكن لكنه رفض، الا بعد ان دفعنا المقسوم وافق الموظف الله يحفظه ،على تمشية معاملتي وتنهد بحسرة أبا سامر وصاح ( هي ضارطة ) .
أما الحاج حميد الذي لم تنجب له زوجته أطفالاً بسبب عقمه فقد أطلق ضحكة قوية، فاجأ بها الجميع لكنه لم يمنح الوقت للآخرين للسؤال عن سبب ضحكته المدوية، عندما قال استغرب من وصول طائرات محملة بالسلاح الكاتم والدولارات ،ولم يتم التعمق بالتحقيق مع طاقمها أو سؤال الدولة التي تعود لها الطائرات، ومن ثم يعطى الأذن لها بمغادرة مطار بغداد الدولي، وكان العراق خان جغان و بهاي شتكولون يا جماعة الخير، فرد الجميع ( هي ضارطة ) .
بينما تحدث أبا هادي حديثاً مختلفاً عن بقية أصحابه ،عندما ذكر حكاية عن الرياضة العراقية، وهي أن دائرة رياضية عليا لديها عقد مع وزارة الشباب والرياضة، ينص على إيجار بناية في شارع فلسطين لهذه الدائرة الرياضية بمبلغ رمزي قدره ستة ملايين دينار إلا أن هذه المؤسسة الرياضية المعنية بالانجاز العالي قامت باستئجار بناية في منطقة الجادرية ،بمبلغ سنوي قدره (360 ) ألف دولار ولمدة عامين، وصرفت على ترميم هذه البناية مئات الملايين من الدنانير العراقية، ومئات أخرى لتأثيثها ،وعندما علمت النزاهة والرقابة المالية بهذه القضية لم يتخذوا أي إجراء لهذا الهدر الفضيع بالمال العام، ها.. أخوان.. فقالوا بصوت واحد (هي ضارطة ).
وختم أبا حسن الجلسة عندما أشار في حديثه إلى عمل البنك المركزي العراقي، ومحاولات حيتان الفساد تشويه صورة عمله والطعن بانجازاته ،واستناد هذه الحيتان على ذيولا تعتاش على الفتات همها الأول والأخير بث الإشاعات ألمغرضة والمؤذية للعملة الوطنية ولعمل البنك المركزي العراقي، وهي حيتان كبيرة معروفة للجهات المختصة ،الا انها لم تتخذ اي إجراء بحقها ولم تلجم افواهها وإحالتهم للقضاء، ومن هنا عرفت اخوان (هي ضارطة ).