كلما تذوقوه أثناء زيارتهم لها في الكثير من المناسبات الخاصة ، قالت جميلة عباس محمد ( 25 عاماً ) الى جريدة (( بغداد الاخبارية )) أنني لم أكن أتصور أن هذه الهواية في أعداد ألذ وأشهى الاطعمة لزوجي وللضيوف ، أن تتحول الى مهنة أعتاش من ورائها بعد وفاة زوجي ، وأضافت ، لقد واجهت ظروفا صعبة ومسؤولية كبيرة ، لم أستطيع تأمين مبالغها وزوجي كان كاسب وأنا ربة بيت ، وأشارت الى إنها شاهدت بعض ربات البيوت ممن تعرفت عليهن ، وجدن في فن صنع الطعام ببراعة ، فرصة لتحويله إلى عمل ومصدر رزق لعوائلهن ، وختمت حديثها ، أن كثير من طعامها التي تعده ، أصبح ينافس المطاعم في إعداده وتحضير وجباته الشهية التي تناسب الأسرة ، لاسيما الموظفين منهم ، فالفراغ الذي تعيشه وعدم وجود فرصة عمل تعيل من خلالها أفراد أسرتنا ، جعلتها تتجه الى هذه المهنة في المنزل . مشروع مناسب وعن هذا الموضوع ، تحدثت أمل قاسم محمود ( ربة بيت ) إن البطالة التي يعيشها زوجي وأبنائي بعد تخرجهم ، أدى الى قيامي بعمل وجبات الطعام الى الناس وحسب رغبتهم ، فلقد شجعوني وطلبوا مني عدة مرات ، ولكني كنت أرفض هذا الامر ، الا أني وجدت المسؤولية كبيرة وأبنائي يحتاجون الى مصروفات مالية كثيرة في ظل تذبذب عمل زوجي اليومي ، شعرت حينها بأن هذا المشروع مناسب لي جداً ، ولا يسهم في خروجي من المنزل ، فاجادتي للطبخ مشهود لها ، وبدأت على نطاق الأهل والأصدقاء ، ثم توسّعت حتى صار لي زبائن يأتون خصيصاً كي أعمل ما يريدون ، لاسيما أثناء إقامتهم العزائم والولائم . صنع الحلويات أضافت هدى كاظم حسن ( ربة بيت ) بقولها ، كنت أشتري من صاحبة البقالة في منطقتي بين الحين والاخر من الحلويات التي تبيعها لاطفالي ، وبعدة فترة شكت إرتفاع أسعارها وفضلت عدم شرائها مرة أخرى ، لحين إنخفاض أسعارها ، وقد بادرتني بطلبها وهي تعرفني من هواة صنع الحلويات في المنزل ، أن أعد لها هذه المواد وبأنواعها حسب رغبة المتبضعين ، كي تعرضها داخل المحل مقابل مبالغ متفق عليها ، وبعد فترة شاهدت نفاد هذه الحلويات وصاحبة المحل تطالب مني بالمزيد ، عندها شعرت بان هذه المهنة قد إزدهرت وعادة لي بالكثير من المبالغ التي تمكنت من خلالها بالعيش الرغيد .
مواهب ومهن طالبت حنان ماجد عبد الله ( طالبة جامعية ) من جميع الجهات المعنية ، أن تتبنى واحد منها هذه المواهب من الشابات في الطبخ ، وتعليمهن فنون الطبخ والإتيكيت وطرق التقديم ، كي تكون مهنة يستطعين العيش منها ، بدلاً من الجلوس في المنزل من دون عمل مثمر يدر عليهن بالمال لاعالة عوائلهن ، فعمل المرأة في بيتها يعد خطوة جيدة ومناسبة لها ، وتساعد على إدخال مصدر دخل للأسرتها ، والتي من خلالها تستطيع أن توفير جميع الوجبات الجاهزة التي يطلبها الناس منها بتكلفة بسيطة ، وقد شاهدت أن هناك إقبالاً على ربات المنزل ووجباتهن بشكل كبير في الوقت الحالي ، لان إحتكار الرجال للمطاعم ، يمكن للمرأة أن تكسرها ، فهي لا تقل خبرة عن الرجل ، بل هي تعد من مهامها الاساسية في الحياة بالفطرة . عزائم وولائم كانت شيماء جاسم داود ( خياطة ) تعاني في كل مناسبة أو عزومة تريد القيام بها من تأخر إعدادها للطعام في تلك الليلة ، وقد حصلت لها أكثر من موقف محرج مع الضيوف ، وما كان منها ، الا أن تبحث قبل الطلب من زوجها الاتصال بالاهل والاقرباء من أجل حضورهم لمناسبة ما ، أن تجد إحدى النساء التي تعد الطعام لها وبأعداد كبيرة ، كي تستريح من هذا الهم طيلة النهار في المطبخ مع بناتها لاعداده قبل حضروهم . هوايات محببة أشارت خولة علي ثامر ( ناشطة مدنية ) الى إن هواية الطبخ من الهوايات المحببة لدى الكثير من النساء ، وليس هذا معناه بقية النساء لا يجدن الطبخ إلا نادراً ، فالمعروف لكل ربة منزل إمكانياتها في تحضير مختلف وجبات الطعام لأهل بيتها ، ولكن الفارق هنا بين المرأة التي تطبخ لافراد أسرتها و غيرها ممن تتخذها مهنة ، هو التميُّز في الطعم وحبها لاستخدام كل ما هو جديد والميل لاختراع أصناف جديدة تسهم في إتساع عملها بين الزبائن ورغبتهم بالاستمرار في زيارتها كثيراً من دون إنقطاع . ثمنه المناسب أكدت سعاد صباح حميد ( باحثة إجتماعية ) على إن عمل المرأة في منزلها يدر عليها ربحاً مادياً لا بأس به ، ويؤدي الى القضاء على هذا الفراغ التي تعيشه بشكل يومي ، خصوصاً وكثير منهن لم يكملن دراستهن وأصبحت فرصة العمل في دوائر الدولة قليلة لهن ، ولكن المجتمع ما زال ينظر للطعام المنزلي أفضل من صنعه في المطاعم الذين لا يعرف ، كيف قام عمال تلك المطاعم في إعداد ؟ ، وما مدى نظافته ونظافة القائمين عليه ؟ وغيرها من الامور ، فساعد في هذا الإقبال على الوجبات المنزلية بصورة كبيرة ، نتيجة تنوعه وثمنه المناسب. مطاعم نسائية وعزت غنية عبد القادر خليل ( موظفة ) أسباب عدم تمكن النساء من إفتتاح مطاعم نسائية ، هو الايجارات المرتفعة للمحال وخروجهن منذ الصباح الباكر والعودة مساءً ، وهن لديهن أزواج وأبناء ومنزل ، والتزامات عائلية ، ولهذه الامور تفضل غالبية النساء القيام بمشاريعهن الصغيرة غير المكلفة ، ليفتح لهن باباً من الرزق ، في ظل الجودة والإقبال عليهن من قبل الزبائن ، ومن أرادت أن تمتهن هذه المهنة ولكنها لا تمتلك الخبرة ، عليها الدخول في معاهد للطبخ إن وجدت ، فسوف يكون لها دور كبير في إعدادهن وتعليمهن طرق إعداد الوجبات ، ويساعدهن على تعليم كافة فنون الطبخ حتى يستطيعن الاعتماد على أنفسهن بعد ذلك وأخذها مهنة . آخر الكلام ما زالت المشاريع الصغيرة مناسبة جداً للكثير من ربات البيوت ، كونها تدر عليهن بعض المال التي من خلاله يستطعن إعالة عوائلهن منها ، فغالبية الناس أخذوا يتخوفون كلما ظهر في الاخبار عن بيع لحوم الحمير أو أن بعض المطاعم تسهم في إنتقال مرض الكوليرا بين الناس ، فساهمت هذه الامور الى الاعتماد على أنفسهم أو الاتجاه نحو بعض النسوة ممن يعرفون عنهن النظافة وإعداد الاطعمة الشهية في التعامل معهن لاعداد أنواع وأصناف محددة لهم ، لاسيما في المناسبات التي تقيمها بعض العوائل ، وبهذا وجدت بعض النسوة فرصة لتحسين أوضاعن المادية ، والقضاء على أوقات الفراغ التي كانت تملء حياتهم من دون فائدة ، وكان يجب على الجهات المعنية العمل على إقراضهن بعض المبالغ لتنمية مشاريعن الصغيرة والمدرة ، كونها مشاريع نافعة ومفيدة ، وتشكل مصدر رزق لهن ، بدلاً من البحث الدائم في دوائر الدولة لايجاد فرصة عمل لهن فيها .
|