دردشة حزينة مع الامام السجاد |
عندما الارض شربت دم الطفوف كنت ياسيدي وحدك تنظر في وجوه الطغاة طويلا وفي وجه السواد والعباد وعينك الاولى على الاطفال والعيال والسياط والطيوب ، صحيح ياسيدي قد اخذ منك المرض مأخذه لكنك كنت شامخا كرأس مأذنة، ادرت ظهرك إلى الاجساد وقلبك فيها، عصاك اكلها الدمع والحزن إلى قلبك يمضي راكضا، ضيعتك البلاد والنخيل والفرات والخيام والخيول، كان الشمر ليس مجرد ذباح يقطع الرؤوس من الوريد إلى الوريد بل قطار شر وعمامة غدر ومجنون يهوى تقبيل الدماء، ياسيدي ذكريات الطف تمر عليك صفحة صفحة وانت مكبل بالحبال إلى الشام كان وجهك يمطر ضوءا نديا، كان الطف بعدك ينثر ضلوعا ورؤوسا ودماء ًوقلوبا موجوعة ونحيب اطفال مصدومة وصمود نساء إلى ربها ناظرة . كان الاشرار يشربون نخب صمودك وجعا، لم تنكسر ، لم تضعف ،كانت جملتك "حسبنا الله ونعم الوكيل " سيفا يعلو في حناجرهم ، لم يجدوا فيك سوى انك كنت جبلا اشم شامخا توزع علما وحلما، لم تخفك قرقعة السيوف ولا صهيل الخيول والوجوه الهتلرية. ياسيدي، لم يكن الصبح بقريب في كربلاء فالاشرار قتلوكم في الطف ومضوا توقعوا ان علي قد انتهى وأن الله لناصرهم لكنهم خابوا وضلوا ومابقوا سوى ذكرى اشرار تحكمهم شهوتهم ذات اليمين وذات اليسار وبقيت انت تعبر لمحبيك بين صفحات الكتاب ودمع الانقياء منذ ذلك الحين تغير مفهم النصر فليس كل المنتصرين في الجبهات قد انتصروا ولا كل الذين خسروا في الحروب قد خسروا . عمامتك ليست كعمامتهم، عماتك قبة علم وعماتهم خرقة خرقاء، ياسيدي قد جاءت الاربعين خريفا موحشا والليل لايقبل ان ينام وذراع السماء ترنو الى كربلاء وسحابة دمع بين الحرمين وسحابة حزن وسحابة تحدي وسحابة نصر. نعم ، السماء في كربلاء حمراء وقلبها يبكي اشعلته السيوف التي تقتل محمد من اجل محمد اي معادلة ظالمة يقتل فيها الحسين واصحابه واخوته تحت راية جده وليس لنا فيها ان نرى مانرى الا ان يكون زياد ابن ابيه حاكما داعيا الى الاسلام. ياسيدي في عام ٢٠١٥ ولد ألف شمر والف يزيد والف بن سعد كلهم يريدون قطع الرؤوس واراقة الدماء ومازالوا عن الرؤوس يبحثون ووقت الغروب يفجرون وفي لزم السياط يجتهدون ووراء الحكم لاهثون، جاءنا يزيد هذه المرة ببدلة انيقة وبربطة عنق وبسيارة فاخرة وبمسبحة طويلة وهو يتجول بين الظلمة والظلم و العزلة ونافذة البلاد وكأس ثمل واكتاف النساء، بعضهم ياسيدي يزور الحسين كل خميس ويبكي كثيرا لكنه شمر جديد يجيد التمثيل.
|