ماذا بعد ثورة الدب الروسي ؟ |
بات من المؤكد إن العد التنازلي لاتساع رقعة الحروب المتفجرة في الشرق الأوسط يقترب الآن من ساعة الصفر المشؤوم، فبعد أن كانت أمريكا بأوكارها التجسسية المئوية، وقواعدها الحربية المنتشرة على شواطئ الخليج العربي، هي القطب المسيطر على مسرح الأحداث، تمر اليوم بأضعف أيامها بعد أن أرهقتها مشاريعها التوسعية في المنطقة، الأمر الذي فتح الأبواب على مصاريعها لكبار أعضاء النادي الدولي التوسعي، فوجد الدب الروسي نفسه هو المرشح الأقرب لولوج حلبة المنازلة الكبرى، التي باتت وشيكة الوقوع بين ليلة وضحاها، إن لم تكن أجراس جولتها الأولى قد بدأت بالقرع المتواصل، وهكذا اعتمر الدب الروسي خوذته الفولاذية، وقرر ترصين جبهاته القتالية لمواجهة خصومه الجدد في الشرق الأوسط، وربما وقع اختياره على تركيا ثم قطر ثم السعودية، حسب أولويات هواجسه المسقوفية. بدرجات متفاوتة من حيث الشدة والحدة والعنف، ولأسباب سنأتي على ذكرها باختصار، فالرئيس (بوتين) الذي كان يترأس جهاز المخابرات الروسي (KGB) لسنوات طويلة. يميل لخوض حروبه في خندقين متوازيين. أولهما المناوشات التعبوية التقليدية المباشرة، مستعيناً بقوته البحرية الجبارة، وقواعده الصاروخية الضاربة، وثانيهما عناصره المخابراتية بما يمتلكه من خبرات متراكمة تؤهله لزعزعة استقرار الأوضاع الداخلية لبلدان خصومه، وما سقوط المقاتلة الروسية بصواريخ الأرضيات التركية إلا إعلان مبكر لتلك الحرب الطويلة، فتسارعت الأحداث في غضون بضعة ساعات، ووجد الدب الروسي نفسه مطالباً بتجهيز حزب العمال التركي بكل ما يحتاجه من أسلحة قتالية فتاكة. |