" السنين ان حكت "..زيد الحلي رقم صعب في المعادلة الصحفية والثقافية

السنين ان حكت..تعبير موسيقي جميل تصدر غلاف الكتاب الرائع للاستاذ زيد الحلي الكاتب والصحفي والمثقف القدير المحمل بعبق الذكريات وهي تستعيد مسيرة حافلة بالعطاء الثر لـ "مغامر صحفي"  ان صح التعبير ، ركب سفن صاحبة الجلالة وابحر في محيطاتها وعوالمها ، حتى وضع بين أيدينا صور كل تلك الشخصيات الكبيرة التي التقاها في مسيرته الصحفية، والتي تشكل مفخرة لكل متطلع الى ارتقاء المجد وسلالم النجاح..
وما ان تتمعن في مضامين تلك اللقاءات مع نجوم السياسة والثقافة والفن وصناع القرار حتى لتتخيل انك امام سبق صحفي متجدد دوما، لم يكن بمقدر صحفي عراقي ولوج معالمها بكل هذه التفاصيل ، لولا اصرار الرجل على ان يكون لحضوره وقعا يشعر الآخر بأهمية من يقابل ، وانه رقم صعب في المعادلة الصحفية والثقافية وحتى الفنية..واصبح له مع الكثير من رجالات الزمن المشرق علاقات بعضها وثيق ، ويشعرك انك أمام صحفي متمرس لايهاب الصعاب ويؤمن بنظرية : واثق الخطوة يمشي ملكا..كما يؤمن بمقولة الشاعر الكبير ابو القاسم الشابي : ومن يتهيب صعود الجبال يبقى أبد الدهر بين الحفر..
وكلما قلبت صفحات الكتاب / السنين ان حكت / وهو بالحجم المتوسط وبطباعة انيقة فأنك تجد كمن يقلب صفحات زمن مليء بكل هذا الشموخ وهذا العنفوان ، للإعلام وللشخوص الرفيعة التي سرد لقاءاته معها في ريعان شبابه وفي المراحل اللاحقة، وحصد كل تلك الشهرة والاضواء التي يشهد لها الكثيرون بأنها أوصلت الرجل الى عهد النجومية منذ ان وطأت اقدامه أرض السلطة الرابعة، وحصل خلال مسيرته على عشرات كتب الشكر والتقدير للجهود الكبيرة التي بذلها في اظهار اعمال ثقافية وصحفية متميزة ، نالت ثناء وتقدير شخصيات رفيعة في الوسط الصحفي والثقافي والفني وفي مجالات التراث ، وهو ما يشكل ثروته الصحفية التي يتفاخر بها بين بني جيله وعموم الوسط الثقافي والصحفي..
وترى مسيرة الكاتب والاعلامي الكبير زيد الحلي مليئة بالاثارة والتشويق ، لما تركه الرجل من سفر خالد في تلك المسيرة الحافلة بالكثير من المآثر الصحفية والثقافية والفنية الغنية بكل هذه الشخصيات والرموز الفكرية التي شاءت الاقدار ان يقابلها في حياته ، ليكون معها عنصرا فاعلا وليس مجرد حضور بالصدفة ، فيشعر من يقابله انه انسان يستحق الاحترام ، وان من يضعه في دائرة اهتمامه ، مكسب له وللثقافة وللصحافة ، وهذا ماحصل مع الكاتب زيد الحلي خلال مسيرته المعطاء التي لايقبل فيها الا صور الابداع والتفرد بالمكانة ، بعد ان اتخذ من  الاثارة المرغوبة الهادفة وسيلة للوصول الى عالم الاضواء..
تحياتنا للكاتب والصحفي المبدع الاستاذ زيد الحلي اصدار طبعته الجديدة من كتابه / السنين ان حكت / وأمنياتنا له بالمزيد من التألق والنجاح ، وهو يستحق ان يحصد كل هذه المكانة التي نالها عن جدارة..وله من محبيه ومن يعرفونه عن قرب كل محبة وتقدير..