أوباما وبوتين غباء الأول وذكاء الثاني |
أمريكا عبر سنواتها الماضية التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً كانت صاحبة اليد العليا في منطقة الشرق الأوسط وتمتلك نفوذاً واضحاً حقق لها نمواً اقتصادياً وأستقراراً أمنياً رغم دعمها المتواصل للكيان الأسرائيلي على حساب العرب . النفوذ الأمريكي في المنطقة العربية كان في عصره الذهبي وأقصد هنا النفوذ الأيجابي المبني على اساس مصالح أقتصادية عليا كانت واضحة من خلال الأموال العربية التي يتم أيداعها في البنوك الأمريكية . وبعد النظرية التي جاء بها غورباتشوف والتي سميت بالبيروسترويكا والتي تسببت في تفتيت وحدة الأتحاد السوفياتي ليتقسم الى جمهوريات مستقلة كانت أمريكا المستفيد الأكبر من هذا الفعل لتنتهي معه مرحلة الحرب الباردة التي كانت عامل توتر متواصل بين القطبين العالميين أمريكا والأتحاد السوفيتي . سارت أمريكا عبر تأريخها وفق مصالحها القومية والتي تعتمد بالأساس على الأبقاء على كونها قطباً اقتصادياً عالمياً وكذلك سياساتها الواضحة في أرضاء اللوبي الصهيوني الذي يعد مصدر رئيسي من مصادر القرار في أمريكا بل ان بعض المراقبين يعتبر اللوبي الصهيوني منظماً حقيقياً لسياسات أمريكا الخارجية وأن امنها القومي يمثل أمن دولة اسرائيل . على هذا السياق سارت الأمور في امريكا الى أن اخذت سياساتها بأتجاه اثارة الفوضى في بعض البلدان العربية وغير العربية بحجة وقوفها مع الشعوب ضد الحكام من اجل نقل انظمة الحكم الى النظام الديمقراطي . لكن خططها في هكذا توجه كانت خطط متخلفة للغاية كونها أشاعة الخوف والرعب من خلال الفوضى وترك المجاميع التي أوجدتها ظروف الأقتتال الداخي على انها قوى تمسك بمفاصل الدول بحجة النظام الديمقراطي . بدأ الأنهيار الأمريكي عندما أساءت التصرف مع العراق حين غزته دون خطة منظمة تسمح بنقل السلطة الى حكومة انتقالية تحافظ على اركان الدولة من الأنهيار . بل تصرفت بشكل عنجهي وغبي من خلال حل أهم الوزارات العراقية التي كانت هي الأساس في الحفاظ على البلد وهي وزارات الدفاع والداخلية والأعلام فضلاً عن الأجهزة الأمنية الأخرى . وليتجه العراق نحو الفوضى الحقيقية ولتبدأ مرحلة جديدة ون الحقد والكراهية ضد امريكا وتدخلها في العراق ناهيك عن سمعة امريكا التي اتجهت نحو السوء نتيجة لتصرفها الأنفرادي في غزو العراق بحجة تحريره من الدكتاتورية والتي استبدلتها امريكا بالطائفية والمحاصصة والقتل المنظم لأبناء الشعب العراقي طوال السنوات الماضية والتي اعقبت الأحتلال الأمريكي .. ومع تلك السياسة الأمريكية في العراق كان الجنود الأمريكان يتساقطون بعد ان تم استهدافهم وبشكل متواصل من قبل مجاميع معارضة للأجتلال الأمريكي وسياساته التي خربت العراق وعاثت فيه الخراب . ومع مرور السنوات تولد رأي عام لدي الشارع الأمريكي يقول بضرورة الأنسحاب من العراق وهو ما أعتمد عليه أوباما في برنامجه الأنتخابي . وفاز أوباما ليكون رئيساً لأمريكا ونفذ برنامجه في الأنسحاب من العراق وفق اتفاقية أطلق عليها اتفاقية الأطار الستراتيجي وقد تبين فيما بعد انها اتفاقية اطار فوضوي جلب العار لأمريكا عندما سلمت العراق لجهات أعتمدت قتل ابناءه نهجاً ثابتاً من خلال الطائفية والمحاصصة ونهب ثروات البلاد والسوء المتعمد لأدارة البلد وبالنتيجة تحول العراق الى ساحة للصراعات الأقليمية ومعها انهيار تدريجي لسمعة وهيبة امريكا في المنطقة . ومع الولاية الثانية لأوباماء وبدلاً من ان يحاول ان يصحح مسار سياساته الخارجية وخاصة في العراق راح يشعل مناطق اخرى آمنة في الوطن العربي بحجة الديمقراطية من خلال فرض نظام جديد اطلقت عليه تسمية الربيع العربي فاشتعلت الأوضاع في تونس ولم تستقر حتى اليوم ولتلتحق بها ليبيا التي ضاعت والى الأبد ثم اليمن وسوريا التي تصارع منذ اكثر من 4 سنوات . وما هي الا فترة وجيزة حتى تتضح ان امريكا قد خططت لمرحلة تقسيم جديدة للوطن العربي وكان الدب الروسي يتابع الأحداث من بعيد لكنه تدخل مؤخراً بذكاء فهو يدافع عن مصالحه العليا ايضا وقد ساعدته السياسات الغبية لأوباما لكي يكون التدخل الروسي أيجابياً في نظر شعوب المنطقة لكون امريكا اعتمدت دعم قوى ارهابية مارست ابشع انواع القتل والفكر الظلامي وتدمير الأرث الحضاري للبلدان التي دخلتها . . لاشك ان سياسة أوباما كانت غبية للغاية فهي قد أعطت ذريعة لروسيا في ان يمارس رئيسها فلاديمر بوتن ذكاءاً كبيراً وهو يعطي لروسيا دوراً ونفوذاً عالمياً كبيراً خسرته امريكا نتيجة لغباء رئيسها . وليتعرض الأمن القومي الأمريكي الى خروقات لايمكن اصلاحها في المدى المنظور …. |