يا لَهُ من بلد



يا لهُ من بلد .
أيُّ شيءٍ جيّدٍ ، تُفكّرُ أن تفعلهُ فيه ، سيجعل الفقراءَ يتضرّرون .
و أيُّ شيءٍ جيّدٍ ، تفكّرُ أن تفعلهُ فيه ، سيجعل المُتنفّذينَ يتضرّرون .
البلدُ الذي يجب اتّخاذ القرارات فيه ( من قرار يوم العطلة ، إلى قرار يوم الدوام ) . وسنّ وتطبيق القوانين فيه ( من قانون التعريفة الجمركية ، إلى قانون النشيد الوطنيّ ) ، بحيث لا يتضرّرُ منها أحد ، ولا يستفيدُ منها أحد .. هو بلدٌ يمكنُ توصيف جمهوريّته بأنّها " اشتراكية ، وطنية ، إلآهيّة ، خاكيّة . لا شرقية ولا غربية . لا جنوبية ولا شمالية . لا جوني ولا جون بول ، وإنّما حمد و حمود" ( كما كان يمزح معنا ، على طريقته الخاصة ، رئيس جمهوريتنا الأسبق المرحوم عبد السلام محمد عارف ، قبل نصف قرنٍ من الآن ) .
البلد الذي لا يتضرّرُ فيه أحد ( في الأجل القصيرِ على الأقلّ ) .. هو بلدٌ توقّفتْ أزمنتهُ عن الحركةِ منذُ قرون .
البلد الذي لا يتضرّرُ فيه أحد .. هو بلدٌ ميّتٌ . وفي البلدِ الميّتِ فقط ، لا يتضرّرُ أحدٌ ، ولا يستفيدُ أحدٌ ، سوى الموتِ ذاته .
وبالمناسبة .. فانّ طلبة المرحلة الأولى في الجامعات العراقيّة ، لم يبدأوا إلى هذه اللحظة (ونحنُ في يوم 30-11-2015 )عامهم الدراسيّ الجديد 2015-2016 .
تُرى متى يبدأ هؤلاء الطلبة "دوامهم" .. ومتى " يُعطّلون " ؟.
متى يتضرّرونَ .. ومتى يستفيدون ؟ .
يا لهُ من بلد .