لن يتمكن العراق من النهوض على المدى المنظور ،بسبب اصابته بفايروسات الحروب الأمريكية والتي من اهمها : - تدمير وتخريب البلاد وقتل الآلاف من البشر وتهجير الملايين . - زرع ديمقراطية الفوضى ،والتي أدت الى تهميش الكفاءات وصعود المغامرين الى السلطة ،والذين سنوا امتيازات خاصة بهم غير موجود مثيل لها في جميع العالم ،وانتشار الفساد المالي والأداري ونهب ثروات البلاد ،واهمال اي نشاط صناعي او زراعي . - تفكيك البلاد وزرع بذور الفرقة والطائفية فيها ،واحتلال اجزائها من داعش . - حكومة مركزية ضعيفة ،منفعلة بالتأثيرات الدولية الخارجية والداخلية . - عدم السماح للعراقيين أن يجدوا طريقهم الخاص بهم وتكتيفهم بالتوجهات الأمريكية . - محاولة افشال نداء المرجعية الدينية بالجهاد لتحرير البلاد من داعش ،وذلك بالتأثير على القرار العراقي ،وعرقلة تسليح الجيش والمتطوعين، والأعلان ان داعش تحتاج لأكثر من ثلاث سنوات لأخراجها من العراق ،وهذا سيؤدي الى تفرعن داعش وتوسعها واستمرار نهبها لثروات البلاد،وتمزيق البلاد وانهاك أقتصادها وزيادة مشاكلها ،وبالتالي سهولة ارتماءها في احضان امريكا . لانعلم بالضبط لماذا خاضت الأمبراطورية الأمريكية الحرب تلو الحرب في العراق، فهي تخوض الحرب الثالثة بعباءة داعش على ارض العراق،رغم الخسائرالبشرية و الأقتصادية الباهضة التي كلفتها هذه الحروب ،و المبررات المعلنة مثل تحرير الكويت ،وتدمير أسلحة الدمار الشامل ،ونشر الحرية الأمريكية الموعودة ، وأخيرا ً القضاء على ارهاب داعش ،لا تعطي جميعها الجواب الشافي ، بعد ان تكونت نظرة عامة لهذه التصرفات والحروب التي استمرت كسلسلة متواصلة منذ 1991 وحتى اليوم حيث نقترب من نهاية العام 2015 ،وبدت الأمبراطورية تشيخ وتقترب من نهاية تسيدها العالم ،خاصة بعد العودة القوية لروسيا الى الساحة الدولية . غير ان الأسباب الرئيسية الغير معلنة لهذا الأستهداف هي : - النزعة الصهيونية لتدمير غريمتها الدول العربية وخاصة العراق . - وجود احتياطي نفطي كبير يسيل لعاب الآخرين له ،جعل العراق محط انظار وتنافس الدول الأخرى ،ولكن يريدونه ضعيفا ًمغلوبا ًكي يتم نهب نفطه وليس بطريقة المصالح المشتركة ،والا ّ لكان تقوية الحكومة المركزية من الأهداف الأمريكية . - عدم رغبة الدول النفطية ذات الأحتياطي،كالسعودية ،في تعافي العراق وعودته الى الساحة الدولية، لما يسببه ذلك من منافسة كبيرة لتسيدها السوق النفطية وتحكمها بأسعارها وعلاقاتها ،وهذا مايفسر دعمها للفرقة المذهبية وزعزعة وحدة البلاد وتماسكها، وبذلها الأموال الطائلة في سبيل هذا الهدف . بوجود هذه الفيروسات التي حملها الأمريكان مع قواتهم الى العراق ،فمن الصعب ان ينهض على المدى القريب ،إلا ّ إذا وجدت حكومة قوية تجد المعالجة اللازمة للفيروسات الأمريكية تلك ،معتمدة التوازنات الدولية في علاقاتها وتسليحها وعدم الأعتماد على قطب واحد ،والأهتمام بالكفاءات العراقية سواء في الجانب العسكري او بناء المؤسسات الأخرى،وتقوية وحدة البلاد ،وسرعة تحريرها، والألتفات الى البناء والأعمار، وتقوية الأقتصاد .
|