لأول مرة وخلال يومين يصل الى بغداد، نائب الرئيس الأمريكي بايدن (عراب تقسيم العراق) وجون ماكين رئيس لجنة الامن والدفاع في الكونغرس الامريكي, ويجريان مباحثات (مكثفة) مع أطراف السلطة العراقية، في سابقة (لنشاطهما معاً) لم تحدث في العراق ولافي اي بلد أخر منذ تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسلطة . يبدوأن الجديد في الوضع العراقي ووضع المنطقة، هوتصاعد نشاط الطيران الروسي في سوريا، بعد اسقاط الاتراك للطائرة الروسية تحديداً، هو مااستدعى الصقور في الادارة الامريكية الى الاسراع في تحذير القيادة العراقية من مغبة التنسيق مع الروس في الحرب ضد (داعش)، خاصةً بعد الضربات الموجعة لمراكز الارهاب الداعشي في سوريا، وبالخصوص لذراعها الاقتصادي المتمثل في اساطيل شاحنات النفط المنقول الى تركيا، وآبار النفط وخزاناته التي استولت عليها عصابات داعش في سوريا والعراق، اضافة الى انتصارات القوات العراقية في بيجي والانبار، وتحضيراتها لتحرير الموصل . هذه الزيارات المشبوهة لأكبرعنوانيين أمريكيين بعد الرئيس، وخلال أقل من(48)ساعة بينهما، لايمكن أن تكون لغرض الاطمئنان على العلاقات العراقية الامريكية، ولالتقديم الدعم لـ (اصلاحات) رئيس الوزراء، انما هي لمهام أكبر بكثيرمن ذلك، خاصةً وأن المزاج الشعبي في العراق، متصاعد ضد الاداءالامريكي المشكوك في مصداقيته ضد داعش، والمتعاطف مع التدخل الروسي في سوريا، وهي معادلة خطيرة على المصالح الامريكية في العراق والمنطقة. لكن الأكثر خطورة في هذه المعادلة هو تأكيد نتائجها مستقبلاً, بتعاون اكثر فاعلية بين بغداد وموسكو يؤدي الى تحرير المحافظات العراقية المحتلة، والانتصار النهائي على الارهاب، وهو مايطيح بكل المخططات الامريكية في العراق منذ اسقاط الدكتاتورية، اضافة الى فضح الملفات الاهم لهذه المخططات، المتمثلة في (التخطيط والتمويل والتدريب والتجهيزوالحماية )، ليس فقط لداعش، بل لكل المجاميع الارهابية الناشطة في العراق والمنطقة، على اختلاف مرجعياتها الفكرية والسياسية المنفذة للسياسات الامريكية . الزيارتان السريعتان لبايدن وماكين الى بغداد لايخرجان عن السعي الامريكي لحماية داعش وليس لمواجهتها، لان جميع الزيارات السابقة لمختلف العناوين الامريكية والغربية خلال الفترة التي اعقبت احتلال عصابات داعش للاراضي العراقية، لم تساهم في تحريك الاوضاع لصالح العراقيين، بقدرما أفضت الى المزيد من توسع داعش في احتلالها لاراضِ جديدة، على الرغم من البيانات الرسمية الشكلية التي كانت تصدربعدها، لكن الجديد الآن هو الدور الروسي في سوريا، والخشية الامريكية من امتداده الى العراق، وهو ماسيضع الحكومة العراقية تحت ضغط كبير من الشعب للتعاون مع الروس ضد داعش.
|