تعد الجالية الكوردية في السويد من إحدى المكونات الفعالة في الحياة السياسية في ذلك البلد، لكن الفيليين لا توجد لديهم اي مشاركة سياسية، بل توجهوا إلى العمل التجاري، وأرجع تاجر فيلي ذلك إلى فقدانهم الامل في السياسة.
وهناك أكثر من 250 كورديا في المراكز الادارية والعليا في السويد، ومنها البرلمان ومجالس المحافظات، لكن ليس من بين هؤلاء أي كوردي فيلي.
ويقيم عيسى الفيلي في مدينة ستوكهولم، وهو عضو في الحزب الديمقراطي الكوردستاني في السويد، ويقول "أنا بصفتي مسؤول العلاقات في فرع السويد للحزب الديمقراطي قد أكون الكوردي الفيلي الوحيد الذي يمارس هذه المهنة".
ومن مجموع 120 ألف كوردي يقيمون في السويد، هناك نحو 23 ألف كوردي فيلي، يقيم 15 ألفا منهم في العاصمة ستوكهولم وضواحيها، وغالبيتهم من الذين نقلوا من العراق إلى ايران ومنها إلى اوروبا، وبعضهم ذهبوا مؤخرا إلى هناك وعاشوا 10 – 15 عاما في المهجر، لكن مكانهم بارز دوما كما يقول تاجر فيلي معروف في ستوكهولم، إن "عقدة الاقليات دفعتنا إلى البروز دوما".
"نسيطر على السوق في السويد"
وعرفات الفيلي، وهو تاجر كوردي في ستوكهولم، يقول "لن نصبح برلمانيين، وآمل ألا ارى فيليا في ذلك المنصب"، ورغم أنه اعتبر قلة مشاركة الكورد الفيليين في الحياة السياسية شيئا سلبيا لكنه ذكر أنهم وجدوا أنفسهم في مجال آخر، ألا وهو العمل التجاري، ويضيف "إذا سنحت لنا الفرصة كأجانب في هذا البلد سنسيطر على السوق في السويد".
ويمضي قائلا "الجميع يشهدون على مستوى التجار الكورد الفيليين في بغداد، ولو سمح لنا بذلك لكنا قد سيطرنا على السوق العراقية، ولشطارتنا أصبح رجال الاعمال الفيليين محل فخر للسويد".
بينما يقول تاجر كوردي فيلي آخر في ستوكهولم، ويدير أكبر شركة لبيع اللحوم، إن "فقدان الكورد الفيليين للامل في السياسة دفعهم إلى التفكير في طريق آخر".
الملك يشتري اللحم من تاجر كوردي
وسمع الجميع في السويد بلحم (القبلة والحلال)، حتى إن ملك البلاد يشتري اللحم من أحد الاسواق التي يديرها كوردان أحدهما فيلي، عندما يستضيف وفودا مسلمة ومن الشرق الاوسط.
ويسيطر جميل ودلير على سوق بيع اللحوم في السويد، ودلير في الاصل من أهالي السليمانية وأسس سوقا له في ستوكهولم، ولاحقا اصبح جميل الفيلي شريكا له، واصبحت سوقهما في طليعة الاسواق في شمال اوروبا.
ويقول المسؤول الاول عن تلك السوق، جميل، وهو كوردي فيلي، إن "نسبة مبيعاتنا السنوية خلال 20 عاما ارتفعت من ستة ملايين كرون إلى 300 مليون، وبهذا أصبحنا في الطليعة في مجال الغذاء بشكل عام واللحوم بشكل خاص".
بينما يقول فاروق الفيلي، شقيق جميل، إن "الاقليات ملهمة بالبروز دوما، وكان الفيليون لديهم هذه العقدة في مجال الاقتصاد والسوق".
وجد فاروق وعمومته وأخواله وجميع أقارب اسرته كانوا من التجار المعروفين في العراق، ويعود عمر شركتهم في السويد إلى عام 1994. وأكبر معمل للحوم في ستوكهولم حاليا ملك للفيليين، وتشكل منتجاته 20% من الانتاج العام في السويد.
ويوضح فاروق الفيلي الحاصل على شهادة الماجستير في ادارة الاعمال من جامعة اوكرانية، أنهم "في الطليعة في منتجات لحوم الغنم، ونحن أول شركة على مستوى السويد، ونؤمن اللحوم لكبار الشركات مثل ICA وCoop، بالاضافة إلى اسواق فنلندا والنرويج والدنمارك".
ورغم حصوله على شهادة عليا، إلا أن فاروق يولي اهتماما بتراثه ووطنيته، وأسس منظمة خاصة بالفيليين مع شخصيات اخرى، اسمها (الاتحاد الديمقراطي للكورد الفيليين)، ويقول فاروق "هدفنا الرئيس أن تكون كورديا والابتعاد عن سياسة التفريق".
وللكورد الفيليين عاداتهم الخاصة للابتعاد عن الارتباط بجهة سياسية، ويقول فاروق "نعمل على النشاطات التراثية والاستفادة من الانترنت والتكنولوجيا، ليس لدينا أي مكاتب اخرى لأننا لم نشأ الاستفادة من أي جهة".
وبخلاف اصدقائه الذين يقولون إن الفيليين لا يرغبون في السياسة، يقول فاروق إن تهميش الفيليين من قبل الاحزاب الكوردية واحد من الاسباب التي دفعتهم إلى تشكيل هذا الاتحاد، مضيفا "جمعنا نخبة جيدة من الكورد الفيليين بواسطة هذه المنظمة".
وبعكس الاغنياء الاخرين، فاروق الفيلي مقرب من الحزب الاشتراكي السويدي، لأنه يعتقد أن "حزب موديرات (حزب التجمع المعتدل السويدي) ليس ناجحا حتى من الناحية التجارية والسوق".
|