أنا قفّلت

كان من بين أفضال تخصصي في علم النفس، إنه حررني من عقلية المؤامرة. نعمة كنت أشكره عليها خاصة وأنا ابن أمة تتنفس المؤامرة أكثر من الأوكسجين. فهل تصدقون لو قلت لكم إني وجدت بأن من يعيش تحت وطأة عقدة المؤامرة أسعد حظا من الذي تخلص منها؟ هذا ما اكتشفته في الأسبوع الماضي بعد ان وجدت نفسي محاصرا بأسئلة لا أستطيع جوابها. اسأل وعلامة الاستفهام تحولت الى داعش.
كنت ضيفا ليلة البارحة عند عراقي مسكون من رأسه الى طرف ابهامه بالمؤامرة. حاولت ان استعين به ليجيبني عن اسئلتي. لم يعطني جوابا بل كان يضحك ويهز يديه مستغربا: يابا هاي أصلا ما ينرادلها سؤال، مبينه مثل خيط الشمس!
في الطريق وأنا في التاكسي استلمني سائقها. بدأ يسرد لي قصة الخليقة من آدم الى اسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا: كلها مكتوبة ومدبرة. قبل ان أعطيه أجرته قلت له لا تتعب نفسك لأن المسألة وما فيها هي أن حظ داعش قوي. تقصد ايه؟ لو ما كان حظها قوي كان حضرتك ما جيت بدربي.
هذا الصباح ايقنت، بعد ان لعنت علم النفس ومن أسسه، إن القضية فعلا حظوظ. وداعش لا قوية ولا بطيخ لكن لديها حظ يجلب لها رزقها بارداً مبرداً. من يعترض منكم أتوسل به ان يجيبني عن هذه الأسئلة:
1. عندما تحرك القذافي صوب بنغازي نهض حلف الناتو بكل ما فيه من قوة لضربه. زين ليش من تحركت داعش على بنغازي، طلع أبو الناتو يعلنها صراحة: احنه معلينا؟
2. في اليمن الاخبار تقول ان القاعدة بسطت سيطرتها التامة على مدينتي جعار وزنجبار. لعد ليش ما يضربها التحالف العربي اللي اذا شاف دشداشة حوثية يقصفها بمية صاروخ؟
3. امريكا عدها طائرات الـ بي 52. وهذه تقصف على طريقة ما يسمي بقصف السجادات. يعني تكنس الكاع كنس. شعجب هدتها كلها على العراق ولا تهد ولو وحده على داعش؟
عوفوا هاي كلها وجاوبوني:
شنو السر في ان "جماعتنا" الشيعة بالعراق يرفضون أي دولة تحاول أن ترسل قوات أرضية لمحاربة داعش ومساعدة جيشنا ومتطوعينا؟
أنا قفّلت.