رفض التواجد الدولي لا يمثل الرأي العام العراقي ؟

يبدو أنه أصبح من الصعب على السياسي العراقي أن يلجأ الى ثقافة أو لغة الحوار والنقاش طريقاً الى ماهو أسهل وأنجع وأثمر , فما يحصل وما هو حاصل الان حول النوايا الدولية في إدخال قوات للعراق لمحاربة التنظيمات الارهابية ما هو الى انعكاس حقيقي للمشهد المرتبك والقلق دائماً , وبالتالي نحن أمام أزمة جديدة تظاف الى سلسلة الازمات التي اعتادت ان تعتاش عليها الكتل السياسية.
 فيبدو أن هذه الكتل لا تستطيع التخلص من أمراضها وعقدها مع كل أزمة حاصلة , فطريقة الصوت العالي والتهويل والاتهامات هي السمة التي اعتادت عليها وتطبعت بها , متناسية أن لديها برلمان ومجلس وزراء تتم فيهما مناقشة اي مستجد طاريء للخروج بتوافق وطني أو إجماع سياسي .
 فعندما تابعنا التصريحات الحكومية الرافضة لأي تدخل دولي دون إعطاء أي فرصة للشركاء بسماع وجهة نظرهم , خاصة وان هناك مكونات معنية اكثر من غيرها , فكان من باب أولى الإستئناس بآرائهم , لا أن يصبح السماع إليهم من أولويات الحكومة الثانوية .
 من هنا جاءت ردود الافعال أمام هذا الموقف الحكومي المتعجل مختلفة لا بل ذهبت هذه المواقف الى التحدي والإصرار على ضرورة  التواجد الامركي والدولي وحتى العربي لخلاص محافظاتهم مما هي فيه , وبالتالي فإن المواقف الرسمي الحكومي اصبح لا يمثل بالضرورة الرأي العراقي لان هناك مكونات شريكة ومشاركة عربية وكردية وغيرها لا يمكن فرض إرادات ومواقف عليها بمعزل عن المشورة والقرار , لان الرفض بهذه الطريقة بمعزل عن المكونات لا يمكن القبول به بعد اليوم , وعليها أن لا تنظر الى المشهد والتعامل معه بعين واحدة دون الاخرى خوفاً من أن يغير هذا التواجد الدولي من الصورة التي أريد رسمها على خلاف ما يطمح الشركاء في الوطن . من هنا على الحكومة ان تعي جيداً انها لم تعد تمثل القرار العراقي بمعزل عن الرأي والمشورة ,  وإلا فأن هناك رؤيتين حاضرتين ومرسومتين لمستقبل وصورة العراق تخضعان للتطبيق