يبحث ملايين العراقيين بين ثنايا وأنقاض السياسة عله يكون بمقدورهم أن يجدوا بقايا ( سيادة ) لبلدهم ، لكنهم وجدوا أنفسهم أنهم كمن يحمل الماء بـ (غربيل ) ، ولم نعد نسمع كل يوم سوى إسطوانة مشروخة إسمها ( السيادة ) !! وكل العراقيين يعرفون أن بلدهم أصبح ساحة لكل من هب ودب ، ولتصفية الصراعات بين الدول والجماعات المسلحة ، كل يريد ان يحمل معوله لكي يهدم بقايا أثر لحضارة أو معلم يدلك على ان هناك بلد إسمه العراق، ولم يقل أحد ياجماعة : ان للبلد ( سيادة ) !! فالأمريكان والايرانيين والروس وداعش والاتراك والعرب العاربة ، كلهم ينتهكون سيادة العراق كل يوم، ولا أحد يقول لأي من هؤلاء الذين ينتهكون ارضنا وأجواءنا ( ان للعراق سيادة ) !! أما التحالف الدولي بعنوانه الأمريكي ومن بعده التحالف الرباعي الروسي الايراني السوري لايعدو كونه سوى ( أكذوبة ) ولا أحد من كل من يريد أن يحارب بالنيابة عن العراقيين أو هكذا يدعي يتمنى ان يتبقى للعراق بقايا ( سيادة )..!! حتى أحياء مهمة في بغداد تحولت الى ( دكاكين ) تبيع أجندة الدول وتروج لبضاعتها الاقليمية في العراق، وكل يبيع بضاعته في أسواق العراق وبمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بلا رقابة، ولا أحد من رجالات دولتنا وقادة أحزابهم يسألون يوما عن شيء إسمه ( السيادة ) !! ولا يستبعد كثير من العراقيين ان نجد قوات من بنغلاديش ومن جزر القمر ومن ملاوي ومدغشقر تسرح في العراق، ولا ندري بها، لأن آخر اهتمامات قواميس كبار رجالات السياسة في العراق في الزمن الديمقراطي الجديد أن يكون لبلدهم (سيادة )!! مئات الالاف من الأفغان يدخلون العراق منذ فترات طويلة وبلا جوازات سفر ويدخل العشرات بل والمئات من جنسيات أخرى مختلفة المشارب والقوميات والاجناس وبعضهم بلا جوازات سفر، ولا أحد يقول ان للعراق ( سيادة ) !! الطائرات العسكرية من مختلف الدول تنتهك سماء العراق كل دقيقة وهي تسرح وتمرح كالطيور في أجوائنا ، ولا أحد يقول أن للعراق ( سيادة )!! وداعش إحتلت أغلب محافظاتنا ، وما يزال إخراجها كما يبدو يحتاج الى سنوات، واهالي تلك المحافظات مشردون في العراق في مناطق النزوح الأليمة، وتنتهك كراماتهم في مخيمات لاتليق حتى للحيوانات،، ولم يقل العراقيون ان للعراق سيادة..!! كل العراقيين يصرخون كل يوم في ساحات التظاهر ببغداد ومحافظات أخرى ويناشدون الحكومة محاكمة المفسدين ومن خانوا شعبهم وسلموا رقاب شعبهم للأغراب.. ولا أحد منهم يعرف حتى الان أن للعراق سيادة..!! حتى كبار المفسدين والسراق وكبار حيتان الفساد هربوا او هربتهم جهات حكومية وبعضهم يتحدى الحكومة وقراراتها، ولا أحد يجد ان نهبهم لثروات بلدهم او انتهاكهم لقوانينه واعرافه يمثل إنتهاكا للقانون وخرقا للسيادة..!! كلنا نحن العراقيون، نتمنى لو أن الامريكان والايرانيين والروس والاتراك والافغان وبقايا تبعية الجهات الاقليمية ومن يحملون راياتها على أعلى مباني الدولة ومؤسساتها قد رحلوا عن بلدنا ، او كفوا آذاهم عنا ، لكي يكون بمقدور العراقيين ان يشعروا يوما بطعم ( السيادة )!! بل انه حتى كبار رجالات القانون وممن تتلمذوا على علم السياسة وكبار مركز البحوث والدراسات في العراق لم يعد الكثير منهم يأبهون لقواميس السياسة او يدلوا مئات الدارسين في كلياتهم وجامعاتهم ، ويتحدثون لهم بصريح العبارة ان هناك أمل للعراق بأن تبقى لديه بقية ( سيادة )..!! أما المتحدث بإسم مكتب رئيس الوزراء فيبدو انه نسي ما كان يدرسه من علوم السياسة، حتى انه لم يردد سوى طروحات مايود الحاكم بأمر الله ان يردده كالببغاء ، ويدخلنا في ( متاهات ) لاندري أولها من آخرها ، ان لم يكن رئيس الوزراء ربما اكثر صراحة من المتحدث بإسمه عن موضوعات تخص أحد نواميس السياسة وهو ( السيادة ) ..!! ياسادتي الكرام..كل العراقيين يدركون أن ( السيادة ) في العراق أصبحت خرقة بالية تمزقت ، وحتى شرفنا العربي إستبيح ، ومرغ أنف العراقيين في الوحل، وعانوا شتى صنوف الضيم والأذلال..ولم يتذوقوا منذ أكثر من عقد من الزمان طعم ( السيادة ) ..!! وأخيرا..أيها السادة..علينا أن نشعر نحن العراقيين جميعا ان بلدنا يحترم ولدى ساسته القدرة على ان يحفظوا كرامات شعبهم ، ويقولوا لمن يتوغل في سمائه وارضه وأجوائه أن العراق بلد الحضارات ( سيادة ) ، وهو حريص على كرامة شعبه وامنه واستقلاله..هذا ان بقيت للعراق ( سيادة)..!! السيادة ياسادتي الكرام..هي ان تحترم حدودنا وارادتنا واستقلالنا وتعود الكرامة لشعبنا، ويتم تحرير كل محافظاتنا من داعش وغيرها، ونمنع الآخرين من التدخل في شؤوننا ، ويكون أهل الدار هم من يحكمون البلد وهم من يقررون شكل النظام السياسي الذي يريدون، عندها يمكن أن نقول ( أن للعراق سيادة )..!!
|