العالم يواجه محور الشر .. النفوذ المالي في خدمة الارهاب 2/5 |
يطيب لي قبل الولوغ في اصل موضوع الحلقة الثانية من هذه السلسلة القصيرة توضيح امرين. فالان على سبيل المثال ونحن نشرع بكتابة هذا الموضع تقوم طائرات التحالف الامريكي بضرب معسكر للحكومة السورية في الوقت الذي يدعي فيه الارهابي اوباما بانه سيقضي على الارهاب بكل جدية ( فربما يعني ان النظام السوري هو الارهاب وليس صنيعته داعش ) ويرتكب الاتراك "حصان طروادة الامريكي " في هذه العملية التاريخية الكبرى خماقة دخول العراق وبشكل سافر واسلوب غبي حتى انه لم يترك لنسفه أي تبرير مقبول قد يدافع به عن نفسه بعد ضربه للطائرة الروسية لمجرد دخولها في اجوائة بضع ثواني ليشهر هو تسائلاً كبيراُ في وجهه مفاده كيف اجازت تركيا لنفسها انتهاك سيادة العراق بعد فعلته مع الروس؟!. ولكن لهذا التخبط التركي الاهوج ابعاد اعمق ولو انها اصبحت واضحة كما اشرنا ولكن سنتطرق اليها في وقت آخر. ولنا ان نتصور مدى وقاحة وسفالة الاتراك التي اشرنا اليها في مقالتنا المنشورة قبل ايام والموسومة ( هل فهم اردوغان معنى الطعنة من الخلف .. سفالة الاتراك تتجلى ) ونحن نسمع تصريح وزير خارجيتهم ( يقول ان التدخلات الايرانية خطيرة وغير مسموح بها ) في الوقت الذي يقومون فيه بفعلتهم هذه في العراق!. هذه الوقائع تحدث تزامناً مع ما يسمى بمؤتمر المعارضة السورية في بيت الكيان السعودي باعتباره لاعب اساسي في هذه اللعبة ، واسمح لي عزيزي القاريء ان اصنف السعودية هنا باعتبارها نائب القائد في هذا التمحور الجديد فهو محور كبير وضحت معالمه بشكل لايحتاج الى أي تحليل او ذكاء لكشف طلاسمه ابداً. فامريكا ومن خلال سترتيجيتها لمواجهة مخاطر الوضع العالمي الجديد والتي اشرنا اليها في الحلقة الاولى استطاعت اقناع السعودية في تبني هذه المؤامرة لانها ستكون المستفيدة من القوة الامريكية لتأكيد دورها الذي تحلم به خصوصاً وانها تتسابق في هذا المجال مقابل القوة الايرانية ووجودها الدولي المتعاظم، لهذا فقد ابدت استعدادها لجعل جل اموالها وعن طريق جهاز استخباراتها في خدمة هذا المحور الجديد. وقد كانت السعودية ضالعة في امداد الخط الوهابي السلفي خصوصاً في الشمال الافريقي كالجزائر وغيرها، وان السفير السعودي بندر بن سلطان استطاع اقناع الامريكان بدعم القوى الاسلامية المتطرفة لمواجهة التواجد الروسي في افغانستان آنذاك وهو ما حصل. وقد توافد اؤلئك الارهابيون من اكثر من 43 دولة تحت عنوان الجهاد الاسلامي. واشارت للدعم السعودي القطري الارهابي هذا الكثير من الصحف والمعلقين الصحفيين والمسؤولين السياسيين ومنهم صحيفة ( فورن بولسي )الامريكية و ( نيوز ويك ) وحتى من تركيا كذلك ومنها صحيفة ( هافرسن ) التركية والجنرال البريطاني (جوناثان شو ) والذي كان يشغل منصب القائد السابق للقوات البريطانية في العراق ، وكل تقاريرهم اكدت على ان المعونات السعودية القطرية لا تنقطع عن التنظيمات الارهابية واهمها داعش وجبهة النصرة بالتحديد. وقد تجلى واضحاً الالتزام القطري لجبهة النصرة من خلال الوساطة التي قامت بها بين اللبنانيين والجبهة لتبادل الاسرى الذي تم مؤخراً. والموقف القطري هذا بدأ بشكل قوي وفاعل في خلق مايسمى بالربيع العربي لزعزعة استقرار المنطقة خدمة لابراز تواجدها الاقليمي لانها تشعر بالتصاغر رغم غناها المادي وخدمة للكيان الصهيوني لانها عراب هذا الكيان في المنطقة. وهي تلتقي في هذا المنحى مع النظام الاردني المعروف بعمالته لاسرائيل منذ ان اعترف اميره الاول طلال بالكيان الصهيوني منذ تاسيسه حفاظا على دويلته المسماة بالاردن كونها دولة بدو لاتملك من حطام الدنيا شيئاً وبهذا امن العصا الاسرائلية منذ ذلك الوقت، والا فبأمكان اسرائيل احتلال كل الاردن باسرع مما قامت به في الجولان السوري. وبالمناسبة فان الشريف حسين السعودي هو الاخر ثاني المعترفين بالنظام الاسرائيلي من خلال مباركته لهذا الوجود امام صنيعته الاولى بريطانيا وهذا معروف وموثق تاريخياً. ومن نافلة القول ذكر ان الماكينة الاساسية التي اعتمدتها داعش في حربها هي الماكينة الاعلامية الرهيبة وقد قامت فضائيات الخليج المنحرفة واهمها العربية والعربية الحدث والجزيرة والشرقية والتغيير واخواتهم بدورها بكل حرفة واتقان لغرض تثبيت ونصرة الدواعش. هذا ولم تكن هذه المرة الاولى والثانية لوضع الامكانية المادية الخليجية لاشعال الحروب وزعزعة المنطقة انما قامة به في الحرب العراقية الايرانية حيث ساندت صدام بعشرات المليارات حتى انها استكثرت تلك المصاريف المهولة بعد ان طالت الحرب لثمان سنوات وهي مدة لم تكن تتصورها بالتاكيد ، الامر الذي جعلها تتأخر في منح المقبور صدام الدفعات الاخيرة من استحقاقات الحرب المترتبه عليها الامر الذي دفعه للتمرد ودخوله الكويت. وان العداء مع الجانب الايراني الذي تشترك به تركيا مع هذه الاطراف مجتمعة جعل الجانب التركي ينظم الى هذا الحلف بكل ما لديه من ثقل وقوة حتى انه اتخذ دوره بكل ممنونية كحصان طروادة لتحقيق احلام واهية في التصدي للتحدي الكبير الذي خلقه الجانب الايراني من جهة ولتحقيق وهم اعادة امجاد الدولة العثمانية من خلال ابراز نفسه كحامياً جديداً للجانب السني في العالم العربي من جهة اخرى، في الوقت الذي يتعامل بكل خسة لمساندة الكيان الصهيوني وحسب الاملاءات الامريكية رغم ما اصابه من ذلة لعدم قبول الاتحاد الاوربي لانضمام تركيا الى السوق الاوربية الاقتصادية. وبهذا اخذ اردوغان يتخبط بشكل احمق في العراق وسوريا وما دخوله الى العراق وضربه الطائرة الروسية الا دلائل واضحة على هذا التخبط وانه يقبض الثمن مباشرتًا نتيجة دوره ولكن ليس من العالم الاوربي كما اعلن مؤخراً بعد اسقاط الطائرة الروسية بان الاتحاد الاوربي سيمنح تركيا ثلاث مليارات لمساعدة اللاجئين فان تركيا لم تحتفظ باللاجئين انما تمررهم لاوربا، انما يستلمها من السعودية وقطر وقد ذهب اردوغان شخصياً لهم قبل ايام ليستلم الثمن وكذلك ذهب الى هناك في نفس الوقت العميل الاخر الذي يبحث لدور له ليكون المؤسس الحقيقي لدولته الكردية مسعود بارزاني فقد قبض الثمن هو الاخر بعد قيامه بدوره ضد العراق سواء كان في عملية دخول داعش واختلال الموصل او استقباله لكل الخونة والقتله في كردستان او اضعافه للحكومة العراقية الاتحادية في المركز واستمرار خلق الازمات لها. هذه الدلائل التي اصبحت واضحه الان لا غبار عليها والتي بدانا بالتنويه اليها والتشكيك بالدور الامريكي والتركي منذ تسليم داعش للاربعين دبلوماسي للجانب التركي بكل ممنونية، ووهن وكذب ما تقوم به امريكا عبر تحالفها المزعوم والذي اخذ يبقي على تواجد داعش بشكل خبيث وذكي ومدروس. وبهذا يكتمل محور الشر الارهابي ( الامريكي الاسرائيلي السعودي القطري التركي الاردني ومعهم الصغير مسعود بارزاني ) ليقوم بدوره لتحقيق الاهداف التي اعلنها بايدن في تقسيم العراق ومعه سوريا وهو ما يفسر دعوة امريكا مؤخراً لشخصيات سنية الى امريكا وفسح المجال لها للادلاء بتصريحاتها في المحافل الدولية كما فعلت مع المعتوه علي حاتم السلمان. هذه باختصار عزيزي القارء قراءة لما يحدث على ساحتنا الاقليمية وما نواجهه من مخاطر هذا اليوم. وانا لا ارى شخصياً بان هذه الاحداث وهذه الاستعدادات الكبرى ستنتهي دون احداث امر جديد بعد مرور عدة عقود على معاهدة سايكس بيكو، ولكن يبقى الامل معقود على النوايا الروسية وتدخلها في اللحظات الاخيرة لاستكمال هذا المخطط بعد ان شعرت بان امريكا ستحقق كل ما تصبو اليه على حساب ثقلها في العالم لهذا تدخلت بقوة الامر الذي فاجأ ترتيب مخطط محور الشر هذا مما جعله يتصرف بغباء كاشفاً كل الاوراق كما فعل النظام التركي على غرار ما مر ذكره. |