وطن بلا تأشيرة ( 1 )طريق الحرير

Seidenstraße ، وتعني بالألمانية ( طريق الحرير ) وهو ما اطلقه الجغرافي الالماني فريديناند فون ريتشتهوفن في القرن التاسع عشر. وهي مجموعة الطرق التجارية التي تبدا من تركيا بمحاذاة اوربا وحتى الصين حيث تنقل مختلف البضائع من قماش الموسلين الى توابل دلهي ، وربما البصرة وواسط هي من الاطراف القصية التي يصلها بعض من بضاعة تجارة هذا الطريق ، ولكن افغانستان وطرقها الجبلية الوعرة هي من بعض الخطوط الوسطى الواصلة بين الشرق والغرب عبر ايران وتركيا الى الصين والهند واليابان .

تذكرت هذا الطريق عندما سلكه قبل ايام مئات الالوف من البشر الافغانيين والايرانيين للعبور الى العراق قاصدين زيارة الامام الحسين ع في اربعينته السنوية المباركة . ولكنهم طبقوا وفي القرن الواحد والعشرين ذات الالية التي كان تجار طرق الحرير القديم في العبور بين البلدان حيث لا فيزا ولا ختم جواز ولا معابر حدودية وجداريات للرؤساء والملوك تلاقيك عند البوابات والمنافذ .

حشود دفعت السياج العازل في المنافذ الحدودية في زرباطية والشلامجة ودخلوا البلاد من دون تأشيرات . وكان الكثير منهم حتى من دون جوازات سفر .وهذه اول ظاهرة في العصر الحديث ان ينتهك بلد بهكذا حشود وتعجز شرطة الحدود ان تفعل شيئا سوى ان تراقب بعد مقامة للمد البشري لم تستغرق سوى ساعة واحدة .ثم توجهت الى كربلاء سيرا على الاقدام.

الدولة العراقية استنكرت . والحكومة الايرانية اعتذرت .ولكن حتما سيعشعش المئات من هؤلاء ويرفضون مغادرة كربلاء لان من بعض احلامهم ونواياهم المقصودة والغير مقصودة العيش والتناسل فيها ..

طريق الحرير الجديد .صورة بلاد من دون تأشيرة وهو حتما من بعض ملامح تخبط الدولة في سياستها وسيادتها .

وأظن ان الحسين ع بروحه الوطنية والثورية والمسالمة .لا يرضى ان تصير الزيارة اليه طريق حرير للفوضى .

فهو قبلنا يريد للعراق ان يُصان ويصبح آمنا ومسالما وقوبا...!