لايشرفنا البقاء في حكومة يرتع فيها البعث

 

ان ماتقوم به حكومة المالكي في العراق من اجراءات وتصرفات تدمي قلوب الشرفاء والمخلصين الوطنيين, لهي اعلان صريح عن استخفافها واستهتارها بالدماء التي سالت انهارا في العراق من اجل التخلص من صدام وجلاوزته ومن اجل ان ينعم الشعب بالحرية التي لم يتذوق طعمها لعقود من السنين عجاف,فاذا بها اليوم وبلا ادنى وخز من ضميراو شيء من الحياء تعيد هؤلاء الجلاوزة الى كل مرافق الدولة ليتحكموا ثانية برقاب الشعب وكانهم نسوا العبارات الشهيرة التي اعدمت الزعيم قاسم واعدمت الشعب وتطلعاته معه الا وهي عفا الله عما سلف والرحمة فوق القانون التي عادت اليه بعد سنوات رصاصات غادرة تلقيه جثة هامدة بلا ابسط محاكمة. ان مايقوم به المالكي هو بمثابة خيانة عظمى للشهداء والارامل والايتام وفي مقدمتهم شهداء وضحايا حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي التي خلفها حكم البعث الدموي ومخالفة صريحة ومؤلمة للشهيد الصدر الاول الذي قال قولته الشهيرة لو كان اصبعي بعثيا لقطعته., وصك استسلام لفلول صدام في يوم تاسيس حزبهم المشؤوم الذي اختاروه بعناية ليكون يوم اعلان الاستسلام والخنوع من قبل الحكومة تحت مسمى الانسانية للتغطية فقط على خنوع المالكي وانبطاحه لقوى الارهاب التي لم تتوقف يوما عن البطش بالعراقيين واستباحة دماءهم لانها وجدت في هذه الحكومة البائسة من يتستر عليهم ويسهل لهم تنفيذ عملياتهم الاجرامية. ان قرار اعادة ازلام صدام القتلة الى العمل السياسي والامني والعفو عن امثالهم من الارهابيين العرب الذين سفكوا الدم العراقي البريء وتسليمهم الى دولهم انما هو تعد صارخ وانتهاك خطير لحقوق الشهداء وذويهم في وجوب الاقتصاص من قاتليهم فهم لم يمنحوا المالكي الولاية على دماء ابناءهم لكي يتخذ هكذا قرارات منافية للشرع والقانون لان التنازل عن حق انزال العقوبة بالقاتل هو حق شخصي لولي الامر لاينازعنه فيه احد قط ولا اظن ان هنالك من ذوي الشهداء من هو مستعد للتنازل عن دم شهداءه تحت اي عنوان او توصيف. ربما سيبرر المالكي واتباعه فعلتهم هذه بانها مناورة ذكية لسحب البساط من تحت اقدام النجيفي وغيره من رؤوس المتظاهرين في المنطقة الغربية والتي جعلوا منها مناسبة للتعبئة لهم في الانتخابات القادمة, وان هذه المناورة هي لحشد اصوات البعثيين لصالح المطلق ومن ثم خلق تيار معارض للافي والعيساوي والهاشمي والنجيفي وغيرهم..وانا اقول بل أُؤكد ان نتائج هذه اللعبة لن تاتي باي فائدة للغالبية الساحقة من الشعب العراقي سواء فاز المطلق وجماعته او اللافي وجماعته لانهم ببساطة اعداء لعملية التغيير التي حصلت في العراق بعد 2003 ولن يرتاحوا ولن يهدأ لهم بال مالم يعيدوا العراق الى المربع قبل هذا التاريخ او ان غالبية الشعب تنتفض انتفاضة عارمة وتقبر الارهاب ومموليه وحاضينه مرة والى الابد من خلال تنظيف دوائر الدولة كافة من العناصر التي لازالت تحن الى زمن الدكتاتورية واستبدالهم بالعناصر التي قارعت النظام المخلوع وان التحجج بعدم وجود الخبرات والكفاءات بينهم هو بحد ذاته اهانة لملايين من الكفاءات وذوي النزاهة والتاريخ المجيد في مقاومة الاستبداد, فان قيل أما ترى اداءهم البائس الان في دوائر الدولة ,اقول هؤلاء تم تعيينهم على اسس حزبية ومحسوبية ومحاباة فضاعت الكفاءات وهمش النزيهون. ان اعلان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر بان التيار لايشرفه البقاء في حكومة يرتع فيها البعث وفدائيي الهدام لهو جدير بالاحترام والتقدير واحساس بمشاعر الثكالى والارامل والايتام وتلمس لجراحاتهم الغائرة التي سببها نظام صدام الدموي والتي نكأها المالكي بعنف وزاد من ألمها لان الطعنات هذه المرة تاتي ممن كان يفترض ان يعمل على بلسمة تلك الجروح من خلال فرض العدالة وتطبيق شرع الله في اقامة القصاص الذي فيه حياة للامة والوطن وبدونه سيستمر مسلسل القتل الجماعي والفردي من قبل فلول صدام خصوصا وانها اصبحت اكثر من ذي قبل الخصم والحكم وليس في قاموس حكمهم سوى القتل واستباحة الحرمات وسيكون المالكي احد ضحايا هذه السياسة الرعناء اجلا او عاجلا ولن تشفع له مواقفه المتوائمة معهم. تحية اكبار وتقدير لزعيم التيار الصدري على وقفته الشجاعة هذه, واتمنى على هذا التيارالشعبي ان يتخذ خطوات عملية فورية لايقاف هذه المهزلة المدمرة وان يقود الجماهير نحو انقاذ الشعب والوطن من هذه السياسة المتخبطة الخانعة قبل فوات الاوان وسنكون كلنا مع التيار ايدينا بيده وقلوبنا معه لاحقاق الحق ونصب موازين العدل والانصاف.