المرور والوجه الحضاري

 

على مدى ما يزيد على الثلاثة عقود من الزمن وانا اعمل في مهنة المتاعب (الصحافة) امارس دور الرقيب الراصد الناقد المقوم لاحوال مجتمعنا وعلاقاتنا الانسانية .. ولاسيما ما يتصل بحياتنا اليومية كتعامل موظفي الدولة مع مراجعيهم وسلوك رجال المرور مع مستخدمي الطريق من اصحاب المركبات والسابلة .. وكنت حريصا على الحقيقة الى المسؤولين بدقة متناهية قاصدا الاصلاح لا غير …

 

ولكنني لم اضع في بالي ان التقي اي من المسؤولين بشكل مباشر وشخصي لقناعتي بانه سيبرر ويدافع عن نفسه وعن معيته ولا يرضى باية اشارة اعلامية الى فساد او تقصير في ادارته لمؤسسته او دائرته فكنت اعتمد رسائل الشكاوى المقدمة من المواطنين المعنونة للصحافة مادة احرص على متابعتها والوقوف على مدى صحتها واعتماد مصادري الاخرى للتاكيد او النفي ومن ثم اسطر تلك المشكلات في مقال متكامل المحاور يصل حتما الى انظار ذلك المسؤول ابراء” لذمتي امام الله واما المتلقين من ابناء شعبي المظلوم واضع الكرة في ملعب المتصدي للمسؤولية …

 

الا انني راحت تراودني هذه الايام فكرة التسلل الى غرفة مدير المرور العام اللواء الدكتور عامر العزاوي وانتظم من المراجعين له في يوم مقابلته لاقترب من طبيعة تعامله مع المشكلات وكيفية حلها وفعلا” طلبت من مدير العلاقات والاعلام بالمديرية عقيد المرور الدكتور مؤيد خليل سلمان ان يضع اسمي في آخر قائمة مقابلات السيد مدير المرور العام اللواء عامر العزاوي وتحقق لي ذلك بسلاسة ورحابة صدر من مدير العلاقات فكان لقاء ترك في نفسي انطباعا” جميلا” لم اضعه في حساباتي لحسن ادارة الحوارات ومنطقية الاجراءات مع بشاشة وجه السيد المدير العام وفيض ابوته على كافة الحاضرين وتفهمه لكل طلب فخرج الجميع راضين بما قرر من قرارات لا تخلو من رحمة وحب وتقدير .. وكان في جميع مفرداته مراعيا” للجانب القانوني واشاعة التحضر والوعي المروري اضافة للامساك بآصرته الانسانية مع المراجعين وابتسامته الشفافة التي لم تفارقه طوال ساعات المقابلة متحملا” الجدل الذي يصل احيانا الى السفسطة دون ان تظهر على محياه امارات الزعل والاستياء …

 

امضيت وقتا جميلا استطاع خلاله مدير المرور العام ان ينقلني الى جو آخر يحفز فينا الامل بوجود اشخاص لم تدنسهم جاهلية النظام الجديد ومفسدات الاخلاق وان مديريات وشعب واقسام المرور العامة التي نراها اليوم في حلتها الجديدة من التعامل مع مستخدمي الطريق تتنزه عن الاستغلال والرشوة والظلم للاخرين وذلك بفعل وجود ادارات صارمة مع منتسبيها واعلام صادق ينقل بكل امانة هواجس الناس تجاه هذا المرفق الحيوي الحكومي ويفتح الابواب على مصراعيها امام سائقي المركبات وباقي المواطنين لمعالجة التلكؤ في صرف اجازات السوق او سنويات السيارات والانتقال بالملكية والاسراع بآليات نصب اللوحات الامامية والخلفية والتقليل من الرسوم ..

 

ان مدير المرور العام الدكتور اللواء عامر العزاوي نموذج حسن على الاخرين الاقتداء به وباعلامه النشط والفاعل وان يقف الجميع عند خدمة الناس بروحية متفائلة متجاوزة للغطرسة واغراءات السلطة .. فالكرسي الى زوال ولا يبقى الا الذكر  الحسن …