كوميديا سرقة الأرشيف اليهودي العراقي –

 

كثيرة هي كنوز العراق التي سرقتها القوات التي احتلت العراق في العام 2003 والتي كان من أهمها كنوز الذاكرة العراقية التي سرقت بشكل منظم عندما نهب المتحف العراقي في بغداد في اعقاب احتلال بغداد وهربت كنوزه الى دول الاحتلال مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا ودول الجوار مثل الكويت وايران والاردن وتركيا وكان من ضمن ما هرب ولكن بأسلوب متحايل وغير نزيه هو الارشيف اليهودي العراقي الذي استولت عليه قوات الاحتلال الامريكي ونقلته إلى واشنطن بعد الغزو عام 2003بأمر من الحاكم المدني الامريكي للعراق آنذاك بول بريمر، الذي أمر بنقل محتويات الأرشيف اليهودي الى واشنطن ، بذريعة الحفاظ عليه وإجراء الصيانة على محتوياته ، علما” أنه يوجد في العراق خبراء ومختصون في صيانة الوثائق والمخطوطات ولم تكن هناك حاجة لنقله.

 

والأرشيف اليهودي عبارة عن مجموعة وثائق ورقائق ومخطوطات لتفاسير كتب وتعاليم دينية تتعلق بالديانة اليهودية، إضافة إلى كتب مدرسية كانت تدرس للطلبة اليهود آنذاك، وهناك وثائق أخرى تتعلق بالجالية اليهودية في العراق”. موضوعة في 27 صندوقا معدنيا و5 كرتونات تحتوي على كتب مطبوعة باللغة العبرية  ومخطوطات ووثائق ورقع جلدية تحتوي على التوراة.

 

وتكمن أهمية وثائق الارشيف اليهودي في أنها تشير إلى ممتلكات اليهود وحقوقهم في العراق، بالإضافة إلى مدونات تتعلق بالجوانب الدينية وهو توثيق تاريخي على قدر كبير من الأهمية كونه يتعلق بتوثيق فترة تاريخية مهمة من تاريخ العراق لما يحتويه من معلومات تاريخية مهمة لحقب مختلفة من تاريخ العراق، وقد سعت إسرائيل كثيراً للحصول على هذا الأرشيف النادر وخصوصاً المخطوطات والتفسيرات التي تتعلق بالديانة اليهودية.وعلى الرغم من محاولة جهات رسمية نفي المخاوف من احتمالية سرقة محتويات الارشيف من قبل الكيان الصهيوني الا ان المخاوف التي ابداها ادباء ومثقفين ومؤرخين وآثاريين عراقيين تعززها وتبررها الفترة الزمنية الطويلة التي بقى فيها الارشيف اليهودي العراقي في واشنطن منذ نقله اليها ! كما” ان محتويات الارشيف اليهودي لم تصور وتوثق من قبل الجهات العراقية المختصة وبالتالي سوف يكون من الصعب معرفة ما سيفقد أو يسرق من محتويات الارشيف ! كما ان  اطالة فترة بقاء الارشيف العراقي في واشنطن قد يبرر لواشنطن وتل ابيب الاستيلاء عليه لأسباب سياسية وايديولوجية”.ان قضية الارشيف اليهودي العراقي ما هي الا حلقة من ابادة وتخريب وسرقة حضارة العراق إثر ما قامت به قوات الغزو الأميركي بعد أبريل/نيسان 2003، فقد سرقت ونهبت هذه القوات العديد من الآثار والنفائس والمخطوطات المهمة ومن ضمنها الأرشيف اليهودي ، الامر الذي يستوجب من الجهات ذات العلاقة العمل الجاد على استعادة هذه الكنوز التي لا تقدر بثمن . ان المماطلة الامريكية في اعادة الارشيف اليهودي العراقي المسروق ، والخنوع والخضوع والسكوت العراقي الغير مبرر على سرقة تاريخ وذاكرة حضارة  العراق يدل على مهزلة وكوميديا مؤلمة تستهين بشعب و قيم وثقافة بلد مغلوب على أمره دون أن يهتم حكامه أو من يتسلطون عليه بثقافته وحضارته وذاكرته التاريخية ….