المفسدون في الأرض من سياسيي السلطة

 

اصابني وانا اكتب هذا المقال من الهم والغم والحزن ما لا يعلمه الا الله.. ومنشأ هذا ما شاهدته من ويلات ومآس اصابت الإنسانية بمقتل واكتوت بنار صغار السياسة وهجيرهم الطائفي..

ان ما يراه الجمهور السني يذهله ويأخذ بقناعته في النفور من المسلك الشائن لسلطته ووقوفها معه بجحود بما يحمله من مخلفات، وتداعيات هذا السلوك الماجن. فخذلته هذه الزمرة المتداعية المبلولة بالفساد المالي، والمتهالكة من سياسيي الصدفة التي لم تقض حاجات الناس، من غير الاهتمام بشؤونها التواقة الى كل ما هو مخالف للعقائد والشرائع والأعراف، ما انفكت في فسادها الذي فاحت رائحته في ضوء المواثيق بين قيادة منتخبة، امتهنت التدليس، والدجل والنفاق بمختلف سياساته، واشكالاته وقواعد ناخبة، تحملت وطأة الظروف القاهرة والمضنية التي لم تختارها، بل فرضت عليها عنوة اطراف متشددة في غلوها الديني وتطرفها بقسوة راحت ضحية ذلك أراض وبيوتات ومدن خربة دنسها عار الهزيمة واستسلام تلك المنتخبة، لتقر بخزيها في استماتة سياسية بأدعاء بانها في ضراوة الدفاع عن حقوق مجتمع يكشف عكس رؤية هذه القيادة في تشتيت أبناء المجتمع السني في هجرة للخلاص من الاذناب والرهاب والإرهاب قابع في مدنها، وهم في فجوة مع ممثليهم الذين لا يعنيهم ما يحصل في ظل أوضاع مأساوية يبكي فيها القلب قبل العين..

ان سنة السلطة فقدت خلقا عظيما ومبدأ وعقيدة وتقية سياسية مجردة من مفاهيم إنسانية، في تقاعس عن تحمل مسؤوليتها تجاه ناخبين من طيفهم الاجتماعي.. اضرت بها هذه الشخوص، المدمجة بفعل فاضح، اصبح كذبا كقيمة مبررة بمسوغ اعجب، ادركت فيه الجماهير بعفوية رؤيتها الوضاحة حقيقة المنتخب وافعاله المرهونة بالتصرف المبغوض في التغاضي عما تشعر به، قاعدتها الشعبية بسلوكيات ممجوجة بعيدة عن رغائب مجتمعية والانفراد بصنيعة ينبرون بالإنابة عنها في اذلال يومي، كعنوان للغضب، والخنق والتيه المؤرق لمكونها في طفح سياسي لرجال نازحة نحو الذات المقهورة بيأس يغشي الابصار في نظرتها للافق السياسي المضبب بالتخاذل والنكران.. لست هنا من باب التقية بشيء ولا التشهير بما يحسبون انفسهم انهم يصنعون حسنى، ولا الكراهية والمقت، بل من باب الإشارة والايماءة على مآخذهم ونكوصهم بمسؤولية ما تعهدوا به في مسيرتهم وتنصلهم منها.. تلك الفئة التي تدعي الطهارة والأمانة غير مؤتمنة خائبة مرتشية سارقة مارقة مأفونة بالعجز والفشل شائخة عن مواجهة المشهد باستمرار الخضوع والاستكانة بعد ان بان عريها في احداث مؤلمة مكشوفة، وهي ترى اشرافهم واسيادهم، والسرايات من قبائلهم واشياخهم ونسوتهم البكر في صلواتها بضراعة المرتضية بظلم ذوي القربى، التي هي اشد مرارة وقسوة واطفالهن يغالبهم العري والصراخ والجوع، ووجع البراري وحافاتها الموجعة والمتسترة بصباح ومساء بعد ان فتكت بهم الأوبئة والامراض فتجلت فضائح رجالاتهم امام مريديهم من الناس اجمعين..

فنراهم ركعا سجدا في صلوات كفرض عين.. هذا الرهط من القوم كسالى تنتابهم الخيبة، والافلاس السياسي والاجتماعي ارتضوا بازار مهين من ملبس فضفاض بمواءمة مع ما يرغبون ارتداءه، وجاءوا في غفلة من زمن التغيير الحاصل في ديموغرافية السلطة السياسية لوطن مثل العراق شهد الكثير من النكبات والاحزان والقبور المتناثرة اجداثها في كل مكان في السر والعلن، لم تكن تعي شيئا بقدر ما تعي بأنهم جناة تاريخ في نهب الممكن من ثروة البلد والتمتع بالثروة الطائلة والاثراء الفاحش على حساب الجماهير المستكينة بظل الواقع المشين بعضها في مسلكها من غير دراية بدهاليز السياسة ومكائدها. بسبب نقص الخبرة والتجربة، وفشلها في ملاحقة المتورطين بالفساد من سياسييهم، التائة في كظة الاصطفاف السياسي بتكتلاته السياسية المتنوعة الأيديولوجيات جمعتها الغاية بوسائل ميكافيلية في الاستحواذ على المال العام توحدهم تناقضات المجتمع الطبقي والسياسي والاجتماعي والطائفي دون الانفتاح الى النور بهوس سياسي مغمور يوحي بالوطنية في ظاهره وباطنه ارتزاق قذر يبرر وسائلهم الملتحفة برزمة من اديولوجية المال وسلطته، من غير امعان بالنتائج، بعيدة عن نبض العامة وحياتها فقدت يقينها بهذا القوم الضال، في همة تحقيق مسميات كانوا لواذا بها في زمن الكوليرا، افتقروا فيه الى حقيقتهم الذاتية التي تفننوا بها في رقص غجري مع بعض من عاهرات غجر الصحراء في لهو ومجنون فاضح مغر بالعبثية في اضطلاع حسي يمتهنونه كديدنهم المنشود في مشوارهم الغابر الذي كانوا يحنون اليه في ملهاتهم والمعبأ برغبة ذائقية باسترجاع الخوالي من أيام أمضت لحواضر مبللة بالفسق والفاحشة في مناكفة غياب قدرتهم على التعاطي مع واقع معتل بالدنس والعار مكفول بالمفاسد.. فعلمتنا الأيام التي خلت والمتوالي منها الان باستقراء شاخص وبعين محدقة لاولئك في تحكمهم بمصائر جزء من شعب نبتت آماله في واحة مقفرة، بتندر تاريخي في خلق هذه البقايا من ضلال السياسة ورجالاتها بعد عام الاحتلال المخزي.. فتنكروا لقيم البداوة وحواضر الحياة وادمنوا في مراحل عصيبة بخطايا، وذنوب ومعرة اقترفوها على عجل من عمرهم التالي بالقول السمج، وبالزور والبهتان من أفعال دونية تليق باشباه الرجال..

فكانت هذه المختارة التي لم يشهد لها منجز عظيم في حياتهم يمكن ان يطلق عليها بالنفر الضال وتعاطيها بسلوك شائن في حياة مترفة باذخة بالتمرد على واقعها من غير حضور لافت ومؤثر في البيئة الحياتية ولم تتعاشر مع جماهيرها في ظل الاحتلال الداعشي لاراضيها بما افرزه في حاضرها المشؤوم، بعد ان جف رحيق الانباء في البلعوم وهي ترى مدنها وارضها الخروب مغتصبة وانسانها المعلول بالإرهاب وما طواه في هجرته عن الديار هذه الجماهير غير مؤمنة بما تلوكه السن قياداتها في منابرها الإعلامية بديماغوجية تفتقر الى لغة النضج السياسي والفصحى من القول غير المبارك وهم يبخسون الناس اشياءهم في امتهان لا يليق بالرجال. لابد من المحاسبة والمؤاخذة بحق رموز أخفقت وفشلت في أدائها المدمن بالتقصير في مسؤولية ملقاة على عاتقها لتحقيق مضامين شعاراتهم في لافتات رفعوها بسواعد جماهيرها في مشوارهم الانتخابي مشرئبة الاعناق نحو مصالحهم المستقبلية وفي حاضر ضلت فيه الطريق الى الهدى من غير اكتراث بمواربة بائسة هشة لا يرتقي الى الدفاع عن مظلومية جمهم الذي ايقن بعدم جدية هذا النمط من الساسة في تحقيق الأدنى من الممكن لما يؤمنون به في اغماضة عين عما تراه من صخب جماهيري مدرك شاردة من تعهدها في ظل الاتكاء على الازمات تعيش حالة ضياع وتيه سياسي غير فاهمة لحقائق التاريخ وحركته، وتغيراته المناخية من طقس ملتهب بالصراع الأيديولوجي من اجل المال وسحته الحرام مكتظة الرؤية لموروثها من الماضي الذي تنتمي اليه بكل جذاذاته المعتمة والمضيئة من حاضر بمفارقاته الذي لم تنتم اليه ولا تحمل هويته بخيفة وتوجس بعد ان وجدت نفسها أسيرة حياة تعتاش منها دون الانتباه لمشاعر الناس المثقلة بالاوجاع، واهتبلت فرصة سانحة من احتلال مثقل بالهموم والشتات في اغناء واصغار لحياة السياسة فهؤلاء القوم تكمن قدرتهم في احتواء خطاياها وذنوبها وفسادها في ظل هويتها الوطنية فكان على الجماهير ان تقرر وهي تعيش احوالا مزرية الانتقال الى سياسة صارمة في ملاحقة هذه المجموعة الشاذة وتقريعها وتعريتها ومحاكمتها وواقعها الآسن وثرائها الفاحش بعد ان تمردت على تاريخها المثري بالفواحش والوقوف ضد سمو القيم ولم تستطع هذه المرموزات ان تجد للخلاص سبيلا. وهنا نستطيع القول باننا على اعتاب مرحلة لازاحة هذه البطانة المتسخة بالقاذورات السياسية في نكثها وحنثها بالعهد مع الجماهير بتآمر رخيص بما ارتكبوه من موبقات لترسم الجماهير آمالها الضائعة في بانوراما تحكي بالكلام المباح عن رموز تجترح الذات في زمن فائت توالت الى الظل في زمن لم يفقد التاريخ ذاكرته حول رموز وشخوص بان معدنهم في حاضر اليم كشف عوراتهم رغم ان البعض يحاول سترها بما هو يقيها من دنف العيب تتوارى خلف الوطنية واجندات إقليمية في مأمول ستراتيجي في ضياع الجغرافيا الذي قسم اطلسها بطوائف واعراق وتاريخ درست اطلاله ودفنت حضارته بافتراء الاحتلال وسياسيي التبضع بالمال فمن السذاجة التصريح بالقول عن ممارسات سياسية كشهود عيان في ملحمة الوجع الإنساني يلهثون عطشى بجفاف حناجر معطلة عن البوح وراء لافتات تقسيم البلد الى أقاليم في غياب قدرتهم على تحقيق ذاتهم الموصلة بالخيانة لابناء عمومتهم..