عالم الطفولة ولوحة فنان |
براءة الاطفال تكمن في عالمهم الخاص بروحهم الذي يضعونها على الورق بألوانهم الجميلة كأنفسهم النقية أجمل شيء يسعد الطفل هي ادوات الرسم والرسوم المتحركة لأنها تبعث الوانها عبر نفوسهم الجميلة اذا اردنا اسعاد الطفل نهديه اقلام رسم وكراسة أما اليوم وفي مدارسنا بالتحديد مادة الرسم تحتضر لانرى لدرس الفنية في مدارسنا اهتماماً كافياً.
حرم اطفالنا من متعت الرسم وتطور هواياتهم حيث رسم احلامهم بعد ان يضعوها على اوراقهم بألوانهم النقية .
ان الرسم عند الطفل هو محاولة سيطرته على ماتحمله موضوعات العالم الخارجي من تهديد لأمنه بالرسم حيث يغير الطفل نوع المعاناة ويحتل دورآ نشطآ يسمح به تداخل الواقع ليدخل عالم الخيال ليتحرر من هذه القيود وهذه المعاناة في حياتنا الصعبة هذه القدرة تطمئنه ضد مشاعر العجز امام العالم الخارجي وضد العجز امام رغباته هذه الدراسات العلمية تؤكد اهمية الرسم للطفل .
اما أطفالنا في العراق فقد حرموا بعض الشيء من هذه المادة البسيطة في مدارسنا حرموا من متعة الرسم وتحقيق هواياتهم .
امأ مادة الرسم فهي درس شاغر أو استغلاله لمادة ثانية حيث ان معلمة هذه المادة لم يسعفها الوقت لأنهاء مادتها بسبب الظروف ومعاناة الشارع العراقي لهذا تأخذ درس الفنية كنت اظن ان ان اطفالنا فقط من حرموا متعة الرسم في بلدي وتحيق امنياتهم به لكن وجدت ان من احبوا الرسم وارادوا به احلامهم ورؤية طموحاتهم ايضا يعانون .
التقيت احد الرسامين بعد ان رايت لوحة له جميلة ذات الوان رائعة جذبت انتباهي وضعت على سور لنهر دجلة ذلك المنظر اعجبني وكأن دجلة تتغنى بعروس وسط امواجها سألت عن صاحب هذه اللوحة اخبروني بأنه سيأتي بعد قليل وقفت اتأمل تلك اللوحة وذلك الرسم الجميل وبالوانه المتداخلة مع بعضها بفن واتقان رغم اني لم اتعلم الرسم لكني اعشقه وبعد دقائق ليست بكثيرة حظر صاحب اللوحة .
شاب من مواليد 1979 الرسام محمد موسى الحداد درس الفنون الجميلة حصل على بكالوريوس فنون جميلة في بغداد عمل في مدارس عدة كمعلم رسم بفنه الذي احبه منها مدرسة المدرسة الواقعية والمدرسة التجريبية والمدرسة الحداثوية وهو عضو عامل في جمعية التشكيليين العراقيين وعضو في كذا مؤسسة للثقافة والفنون له مشاركات خارج وداخل العراق وقد حصل على شهادات تقديرية كثيرة تأثر بالفنان الغربي جاكسن بولوك والفنانيين العراقيين الرواد محمد مهر الدين حافظ و جواد سليم .
رسم اول لوحاته وهو في الصف الثاني متوسط سافر الى سورية سنة 2004 و2005 امتهن الرسم لكسب رزقهة رسم الحداثة واشتهر بها هناك ثم الى تونس اشترك في عدة معارض مع بعض الرسامين العرب سنة 2011 قرر العودة الى احضان بلده ليحقق حلمه في عرض لوحاته بمعرض خاص لرسوماته احس ان بلده من يقيم فنه رسم وابدع لكن لم يجد من يتكفل هذا الفن راى بلده يخوض في صراعات لانهاية لها وراى ضياع الفن ودمار الموهبة في ارضه ووجد في جميع ميادين الحياة تأخذ المحسوبية مكانها وفي الدرجة الاولى احس باليأس قرر ان ياخذ جميع لوحاته ويأطرها بأطار خشبي ويرميها بنهر دجلة يقول ان دجلة هي من يحتضن فنه ويقيم رسمه كما احتضنت بقلبها بؤس العراقيين وصبرهم كما احتضنت دماء الشهداء وارواحهم هكذا هو حال العراق وهذه هي نهاية الفن ودمار الموهبة .
لم يجد الفن بكل الوان اي اهتمام من قبل المسؤولين في بلدنا ..الا يعلمون ان الرسم والفن يكتب التأريخ ويرسم الحظارة لأجيال قادمة.
التاريخ ليست كتابة فحسب بل رسم وبناء واعمار يجب ان نضع بصمتنا على تاريخنا ببنائه ورسمه وروح كل من ثابر وضحى وقاتل من اجل وطنه وتاريخ بلده .
|