دونالد ترامب متعصب وعنصري

دعنا لا ننمق الكلمات٬ فدونالد ترامب متعصب وعنصري. سوف يعتقد البعض أن تلك وصمة شنيعة للمرشح الرئاسي الأبرز للحزب السياسي الكبير. مبدئًيا٬ أتفق على أن التنابذ بالألقاب أحد الأخطاء في سياساتنا. بيد أنه من الضروري ألا نلتزم الصمت في وجه الغوغائية٬ فترامب في هذه الحملة يتعقب الأميركيين من المهاجرين٬ واللاتينيين٬ والآسيويين٬ والنساء٬ والمسلمين٬ والآن خلف المعاقين. من الممكن تفسير أي من انتهاكات ترامب كأخطاء أو كسوء فهم٬ لكن في مرحلة ما لا يجب عليك أن تتفوه بكلمات تترجم على أنها تعصب. فقد مضى أكثر من ربع قرن منذ قيام ترامب بنشر إعلانات في صحف نيويورك طالب فيها بتطبيق عقوبة الإعدام بحق المجرمين «أيا كان عمرهم» بعد تورط خمسة مراهقين من أصول أفريقية ولاتينية في حادث الاعتداء الجنسي والبدني على فتاة بمتنزه «سنترال بارك». فقد أدين المراهقون الخمسة وأودعوا السجن٬ غير أنه جرى الإفراج عنهم لاحًقا بعد أن برأهم تحليل الحامض النووي (دي إن إيه) إضافة إلى اعترافات سفاح بارتكابه الجريمة. وقتها اعتبر ترامب أمر تسوية الإدانة الخاطئة «عارا». ومنذ ذلك الحين٬ تزعم دونالد ترامب حركة «التطرف» التي هاجم فيها وضع أوباما كمواطن أميركي طبيعي المولد٬ ودأب على استخدام تعبيرات مبتذلة للإشارة للنساء٬ وتحدث عن إرسال المكسيك لمغتصبين وغيرهم من المجرمين إلى الولايات المتحدة٬ وتحدث عن اعتقال وترحيل أحد عشر مليونا من المهاجرين غير الشرعيين٬ وسخر من اللكنات الآسيوية٬ وسمح بأن يقال في وجوده إن أوباما مسلم وإن المسلمين «مشكلة» في الولايات المتحدة٬ وتبنى الدعوة إلى إجبار المسلمين على التسجيل في قاعدة بيانات٬ وادعى زورا أن آلاف المسلمين في نيوجيرسي احتفلوا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)٬ وأيد التعامل بعنف مع مظاهرات السود في إحدى المناسبات. لم يتعرض ترامب لليهود مؤخرا٬ بيد أن أنصاره فعلوا؛ فقد التزم الصمت بشكل غير معهود إزاء قيام نصيره المعروف أني كوتلر بالرد في تغريدة على تأييد المرشحين الجمهوريين لإسرائيل في مناظرة بقوله «كم تعتقد عدد اليهود الملاعين في الولايات المتحدة؟». على الرغم من أنه ليس كل مؤيدي ترامب عنصريين أو متعصبين٬ فقد أظهر مسح سريع جرى على مواقع التواصل الاجتماعي أن الكثيرين منهم كذلك بالفعل. فأنصار ترامب دوًما من البيض٬ وأقل تعليًما٬ ومن متوسطي العمر فما فوقه. لا يعني هذا أن الجمهوريين أو المحافظين عموما متعصبون٬ فلن أصف أي شخص في الحزب الجمهوري بهذه الصفة٬ وترامب٬ رغم أنه يتقدم الآخرين في الاستفتاء٬ يفتقد تأييد الغالبية. ينقص منافسو ترامب الشجاعة الكافية ليصفوا الرجل بما يستحق٬ فقد انتقد كريس كريستي الاثنين الماضي الطريقة التي تعامل بها ترامب مع كوفالسكي٬ وعقب المقطع المصور الذي سخر فيه ترامب من الإعاقة الحركية التي يعاني منها كوفالسكي٬ صرح جون كيسيك بأن ترامب «غير جدير» بالرئاسة. يزعم بعض المدافعين عن ترامب أنه ليس عنصرًيا٬ لكنه ببساطة «مهمل وغير منظم»٬ على حد وصف هندريكر في الموقع المحافظ «باور لاين». وجادلت في مكالمتي مع البرنامج الإذاعي أنه لو أن الوقت يسمح بالمزيد من الأمثلة لأكدت كلها نفس المنحى المتعصب٬ ورد مقدم البرنامج بقوله: «نستطيع العودة للتاريخ لنتأكد من صدق ذلك». بالضبط٬ ألا ينبغي على الجمهوريين التيقن من ذلك قبل إقدامهم على تأييد مرشح عنصري؟