من المعلوم ان بعشيقة في سهل نينوى و قريبة من مدينة الموصل و كما يُقال بخطوات، و بامكان تركيا ان تامر قواتها بالهجوم على الموصل متى ما شائت، و ليست قريبة من القنديل كي يدعوا بانها جاءت لتحارب الحزب العمال الكوردستاني كما حدث من قبل من جهة، و لا يمكن ان تحارب القوات التركية في قنديل بدبابات و مدرعات من جهة اخرى، لانها كما نلعم مناطق وعرة ستندم على فعلتها ان اقدمت على ذلك . و كان بامكان الدبابات التوجه الى اربيل في الليلة ذاتها، و لم نكن نسمع لا من بغداد و لا من ايران و لا من اية جهة اخرى اعتراضا عليها لانها لا يمكن ان تؤثر على استراتيجياتهم جميعا . بينما تتوجه هذه القوات التركية الى بعشيقة و يمكن ان يحدث فيها المطلوب من التحضيرات لامر اكبر من ما يتم مستقبلا، و يمكن يمكن تطلق تركيا يدها لتتمكن القوة التركية التي ستزيدها عددا و عدة مهما اعترضت بغداد من السيطرة على زمام الامور فيما تؤول اليه الموصل، و ليس تدريب الجيش العراقي او البيشمركَة كما تدعيه تركيا ورئاسة اقليم كوردستان ايضا . وجود الجيش التركي في اثليم كوردستان ليس جديدا على الجميع و مر سابقا دون هذه الضجة التي نسمعها اليوم، بل ما فعله الاعلام و كشف الحقيقة في ساعتها هو الذي استجد بعد مجيء القوات الجديدة الى تلك المنطقة من جهة، و توجهها و هدفها غير المعلن و ليس لمحاربة الحزب العمال الكوردستاني كما يعتقد البعض، بل جاء لوضع اللبنة الاولى لعمل استراتيجي تركيي و هي تنتظره منذ عقود، و عليه و هي لا تنسحب مهما ادعت بل ستزيد من قوتها على الارض، و لن تتمكن بغداد من ردعها مهما حفزت او اثيرت على تلك الردود اللفظية، و كما نعلم كيف تراخت في ردود فعلها منذ الامس بعد ردود الفعل القوية منذ بداياتها. و لا يمكن الا ان نقارن هذه الحادثة و ما برز منها الا بالافك في زمن الرسول، فانها تبين لنا لغطا كبيرا بين الحقيقة فيما تقدم عليه القوات التركية و من يرافقها و مهامها و كيف انكشفت و من ادلى بتصريح مجيئها و عوقب على اثره، و من الاخبار التي برزت هو تخلف بعض العربات و تيههم عن المقصد، و لم يدلهم الا ابناء تلك المنطقة و كشف امرهم، فلا نلعم هل حدث ما حدث في الافك بحنود الترك في هذا العصر ام لا، بينما الافك معلوم عنها انها لم تبين الخطا من الصح لحد هذه الساعة، فلم يصدر عن احد التاكيد، بل استنكروا من تكلم عنها جهرا و تاثر به الرسول نفسيا . و لكننا لم نر اردوغان ان يتاثر بما حصل لجنوده التي تخلفوا عن الركب والقافلة وما احدثوه من الهيجان و وصل الى الاعلام امرهم اكثر من الذين وصلوا القاعدة بسلام في ليلة كحلاء . كل ما خرج من انقرة انها لن ترسل قوات اضافية اخرى، و هذا غير صحيح ايضا، لانها سترسل بعد ان يهدا روع هذه الحادثة، لانها لم و لن تجد طريقة اخرى لتعويض ما حصل لها في سوريا الا هذا البديل . فبعشيقة اصبحت محطة انطلاق لاحتلال الموصل بعد التخلص من داعش و لا يمكن ان يعرف احد مصيرها و تبعيتها مستقبلا .. اللهم انا شهدنا اليوم لما نعتقد جازمين ما يحصل قريبا، و لكم القول .
|