يد الحكومة اليمنى ليست كيدها اليسرى

 

  في الحقيقة استغربت للضجة الكبيرة التي شغلت الاعلام والناس العاديين على شبكات التواصل الاجتماعي.فجأة اكتشفت الحكومة وجود قوات تركية على الاراضي العراقية.وهنا بدا الحديث يتضارب ويتناقض بين مواقف عديدة.موقف الحكومة الحازم الذي امهل القوات التركية 48 ساعة للانسحاب والا فسيتم اللجوء الى مجلس الامن لحسم المسالة.كما ان وزارة الدفاع والخارجية سجلتا موقفا واضحا.في الطرف المقابل قال اثيل النجيفي ان الحكومة وعلى راسها السيد العبادي يعرفون بوجود القوات التركية.وقال النائب خالد المفرجي ان العبادي خول اسامة النجيفي ان ينسق مع تركيا وجود تلك القوات والاسلحة التي يمكن ان تقدمها تركيا في حرب تحرير الموصل.

 

  هذه القصة بكل تنافضها الحكومي والطرف المقابل واسئلة المحللين والمتابعين للشان السياسي كلها لم تر حقيقة الامر.فالحكومة العراقية كاية حكومة اخرى تريد ات تظهر للعالم على انها حكومة قوية الذراعين.ولا اعتقد ان حكومة تفضل ان ينظر اليها على انها حكومة ضعيفة.فالافضل ان تكون بارعة كملاكم يعرف كيف يسدد اللكمات للخصم وبكلا يديه.لكن لماذا الان ثارت الضجة ضد الاتراك الذين يقومون بمهمة تدريب قوات عراقية تحضر لتحرير الموصل..؟ببساطة شديدة ساعدت فضيحة اقتحام الايرانيين والافغان لمنفذ زرباطية بالصورة التي عرضتها الفضائيات في البحث عن تقليل وقع الصدمة على الجميع.

 

  نعم كان لا بد من تحويل الانظار عن دخول عشرات الالاف منهم 150الف افغاني حطموا هيبة الدولة بشكل سافر.لقد احست الحكومة ان ذراعها اليمنى ضعيفة ومشلولة فجربت ان تعيد بيدها اليسرى بعض الكرامة المستباحة فكان الوجود التركي نقطة تعويض مهمة.وانا افهم هذه الضجة بهذا الشكل اذ لا يمكن ان تكون الحكومة العراقية غافلة الى هذا الحد بوجود اولئك الاتراك.كان من الضروري ان نعثر على موضوع يشغل الناس والاعلام,وينسينا صورة الايرانيين والافغان وهم يضربون باحذيتهم البوابة السوداء المتهالكة اصلا كي يدخلوا عنوة الى العراق.كانت الارجل تضرب وجه الكرامة العراقية بكل قوة دون اي اعتبار للحكومة.كانت الحكومة ضعيفة جدا وهزيلة لانها لم تستطع ان توقف مدنيين وتؤشر جوازاتهم.والاغرب ان تصريحات صدرت عن خسارة العراق عشرة ملايين دولار بسبب هذا الاقتحام المفاجيء وكأن القضية قضية مال خسرناه متناسين اعني من يتحدث بعقلية تاجر ان الصورة استخفت بكيان السلطة المنتخبة..   وياللعجب كيف انتج النظام الديمقراطي نظاما ضعيفا الى هذا الحد.اذن القوات التركية ووجودها على ارض الوطن وكل هذا الصخب هو لاعادة شيء من الكرامة التي اطاحت بها اقدام مدنيين من ايران وافغانستان.