وطن بدون تأشيرة ( 11 ) عمائم في الكرملين

لا تقترب تأشيرتي هذه مع عنوان كتاب لصديقي الدكتور الباحث رشيد الخيون ( عمائم سود في القصر السعودي ) سوى بغرابة أن تكون العمائم السوداء في مكان لا يقترب منها في فقه الرؤية والفقه فيما يخص المسائل الدينية . ولكن الخيون لامس وعايش روحا من هذا التقارب فكانت له وجهة نظر .

أما انا فأتكئ على مديح سمعته من اكثر من منبري وسياسي معمم شيعي وهو يمتدح التدخل الروسي في سوريا في تدمير المنشآت العسكرية لداعش التكفيرية والارهابية ومحاولة تجفيف مواردها الاقتصادية واهمها شاحنات بيع النفط الذي يستخرجه من ابار النفط التي استولى عليها في سوريا والعراق .

لكن واحد منهم كرر هذا المديح بمبالغة كبيرة وقال عن ساسة الكرملين انهم اخواننا في المصير والعقيدة . وحين سأله المذيع عن اية عقيدة تقصد ؟

لف ودار فأسعفه المذيع قائلا :تقصد مولانا عقيدة القضاء على داعش.

نفس هذا الشيخ سمعته له لقاء قبل سنوات يتهجم فيه على الروس ويذكر الناس بهم أن يوتين هو من بقايا المخابرات الروسية ( الكي جي بي )

وان آية الله السيد محسن الحكيم قد وصف الشيوعية في فتوى شهيرة بأنها كفر والحاد.

الآن تأتي المصالح في التخلص من شرير اليوم داعش بالتحالف مع بقايا شرير الأمس ( بوتين الشيوعي ) فيصيب عموم الناس وبسطاءهم هوس العون الروسي في هجومه على داعش بعد ان شعرت روسيا ان خطر داعش سينشئ جيلا من المتطرفين يهدد امنها الوطني والقومي حيث لاتزال بعض جمهوريات القوقاز المسلمة ضمن الحكم الروسي .وهؤلاء اهل الرميثة المدينة العراقية الجنوبية التي كانت رائدة مدن الثورة العراقية في العصر الحديث ثورة الشيخ علوان ابو الجون يظهرون في برنامج جماهيري يلتقي مع الناس في الشوارع من اجل مطالبهم في الاصلاح والخدمات نسوا كل شيء ولا يطالبون سوى بمجيء طائرات السوخوي الى سماء العراق لدحر داعش وهزيمته.

وهكذا ..يلتقط الخطباء والساسة ويطورون مطالب بسطاء الناس ويتمنون لتكون الكرملين منصة خطابهم للامة الروسية وهم يهتفون بذات حماس ثوار ثورة العشرين :تعالوا خلصونا من شيشانيكم وطاجيكم وداغستانيكم وقوقازيكم ....

وهكذا انزعنا من فوق رأس بوتين المطرقة والمنجل القديم والبسناه العمامة السوداء.

وفي النهاية هي السياسة .