في قاعة الانتظار باحدى الدوائر الحكومية بالاعظمية ،جلس الى جانبي شاب يقطر ادبا .سالته : انت بغدادي ؟ فاجاب انا مهجر من عانه .سألته : كيف حالكم ؟فقال :لا تتمناها لعدوك ،ولكنا احسن من حال الذين بقوا مجبرين هناك أوالذين يعيشون في المخيمات .قلت له : معنى كلامك ان الذين بقوا في عانه كمن يعيش في الجحيم ؟ فاجاب : هم هكذا فجحيم داعش اقسى واوجع .قلت له : كيف ؟ قال انهم يذبحون العراقي السني على اهون سبب ،تصور انهم ذبحوا صبيا من اقاربي لانه قال لعن الله ابو الرقية ،وعدوا ذلك كفرا وذبحوه من الوريد الى الوريد .ومثل هذا كثير حتى ان اهل عانه صاروا على يقين بان داعش انما جاءت لابادة السنة ..فقلت له في خارج مناطق هيمنة داعش هناك الكثير من يعتقد بانها ـ داعش ـ جيئ بها لابادة الشيعة.فقال هي كذلك لا ترى من موجبات تسمح لغير الوهابي بالحياة انها تستكثر على البشر نفس الهواء الذي يدخل صدورهم ... .تصور ـ قال لي العاني المهجر ـ ان داعش تتصدى للطائرات الامريكية ليلا باطلاقات نارية مذنبة حينها يكون الرامي وسط تجمع سكاني كثيف ،ويأتي الرد الامريكي عنيفا لكنه متأخرا حتى يبتعد الرامي ، ليحصد عشرات الارواح من المدنيين..وتتكرر هذه الحال مرات عديدة في الاسبوع من اماكن مختلفة بحيث لا ينجو حيّا من احياء عانه من القصف الامريكي المدمر.. وسالته : انتم ـ عائلتك ـ كيف حالكم في بغداد ؟فاجاب : فجعنا بالكثير من ا صحاب العقارات وما كنا نتصور انهم سيعاملوننا هذة المعاملة التي قوبلنا بها .فقد كانوا جشعين ورفعوا اسعار ايجار الشقق و البيوت العائدة لهم وكأننا غنيمة ،واستغلوا اضطرارنا .. ولم يرحمونا ولم يعاملوتننا بانصاف .كنا نعتقد اننا حين نصل اليهم سيستقبلوننا بالاحضان ،لكننا كنا على وهم . وجاء دوره ليسالنني : انت بغدادي ؟فقلت له : كلا انا من محافظة النجف واعيش في بغداد منذ نصف قرن .وسالني لماذا تحيون باهل النجف الدكتور عزة مصطفى وزير الصحة في عهد صدام ؟ فاظهرت عدم معرفتي بما يتحدث فيه ،لاني اعيش هنا ولا اعرف عما كان بين النجفيين وعزة مصطفى العاني ...فقال:المرحوم عزة عمي وعائلتنا فخورة بما فعل ،واضاف :عزت مصطفى تحدى صدام حين رفض التوفيع على اعدام النجفيين المتظاهرين احتجاجا على منعهم من اقامة شعائرهم بزيارة صفر في سبعينيات القرن الماضي .ويومها كان صدام قد عينه رئيسا للمحكمة التي حاكمتهم ...ودفع المرحوم ثمنا غاليا جراء موقفه الشجاع ..يرحمه الله .فقلت : يرحمه الله , كنت ااتمنى ان نأخذ وقتا اطول لحديثنا الممتع ..لكن النداء على احدنا حال دون ذلك ..تحياتي لكل اهل عانه النجباء
|