أثار التدخل العسكري التركي في الموصل جدلاً غير مسبوق اجتاح القوى العراقية المتنوعة، بين مؤيد ورافض، وآخر اعتزل الإعلام بانتظار ما تؤول اليه النتائج، برجحان كفة على كفة اخرى. المؤكد أن القوات التركية دخلت ابتداء تحت عنوان تدريب عدد من المتطوعين في معسكر قرب بعشيقة، تحت إمرة الأخوين اسامة النجيفي، وشقيقه اثيل الذي يشرف على هذا المعسكر بشكل مباشر في محاولة، لإعادة مركزهم التنفيذي وسلطتهم إلى مستوى يجعلهما في موقع الريادة في قيادة الرمزية السنية إن صح التعبير. لكن يبدو أن التدخل التركي الذي حظي بترحيب شعبي كبير بين أوساط مواطني المحافظات، التي أُحتلت من قبل داعش، في حين واجه رفضاً منقطع النظير من القوى الإخرى، مع انتقاد خجول من قبل القوى الكردية التي رحبت به ضمناً، حين قالت: نحن نرحب بأية قوات إذا كان هدفها الإسهام في قتال داعش. التباين في وجهات النظر لدى الفعاليات السياسية العراقية، يكشف لنا عن عمق الإنقسام الذي يشهده البلد في ظل ظروف حالكة وعصيبة، ربما يجهل نتائجها حتى أولئك الذين اسهموا في التخطيط لها، وتوجيهها نحو الفوضى التي تعم البلد. لكن لابد لنا من القول: إن التدخل التركي الذي تم من دون علم الحكومة العراقية يُعد تدخلاً سافراً في شؤون البلد على وفق ما نصت عليه المواثيق الدولية التي تحكم العلاقات بين الدول المتجاورة، وكلنا نعلم الرد التركي على اختراق الطائرة الروسية الأراضي التركية لوقت لا يتجاوز نصف دقيقة فقط. واليوم يتطاول الرئيس اردوغان على الشعب لعراقي، حين يقول: لن نسحب هذه القوات من مواقعها على الأراضي العراقية في هذا الوقت، ما لم تنته من تنفيذ واجباتها على الأرض.
|