وعي شعبي |
(1 ) ربما لايحق لاية جهة ان تفرض وجودها في ارض الواقع ، او هي قادرة ان تكون كذلك ، خاصة فيما يخص الوضع في العراق وتقول كلمتها الفصل وتحدث تغييرات جذرية مهمة بزمن قصير جدا اكثر من الشعب العراقي الذي بيده كل مقاليد الامور ، الوعي الشعبي سيكون مصدر قوة للجميع بعد ان فشلت الحكومة باداء واجبها وهي تتصدى لمهمة تبدو اكبر منها بفعل التدخلات الخارجية سواء الدولية او الاقليمية في وقت يتحسر فيه الاغلبية من الشعب العراقي على حياة بسيطة جدا لم ير فيها اية منغصات امنية واقتصادية ، نعتقد ان تنظيم تظاهرات على عدد ايام الاسبوع وهي تطالب بخروج السفارة الامريكية كشرط اساس وضروري لابد منه فضلا عن تنظيم اعتصامات في اماكن مهمة وحيوية في العاصمة بغداد وبقية المحافظات سيجبر الحكومة على ان تتخذ خطوات جادة ، المشهد العراقي مرتبك جدا وهو يحتاج الى صدمة قوية تعيد الحكومة الى رشدها قبل ان يحترق الاخضر بسعر اليابس ، هل هناك قوى وطنية ، احزاب ، كتل ، منظمات ، وهي كثيرا جدا ، تستطيع ان تتضامن مع الشعب العراقي وتساعده على ان يكون لاعبا اساسيا بصنع حياته الرغيدة من خلال دعمه بشكل حقيقي وفاعل وهي تؤمن له الحماية اللازمة في اماكنالتظاهرات والاعتصامات وتمنع اية اعتداءات او تجاوزات عليهم ، مصلحة الشعب يفترض ان تكون فوق كل المصالح الاخرى مهما كانت مهمة .
(2 ) طفلة ترتجف من البرد وهي شبه عارية تتسول في شارع مهم في العاصمة بغداد يتحدث معها ضابط شاب وهي تمر من امام احدى نقاط التفتيش ، هي تبكي وتقول ، ابي شهيد وامي مريضة ، يحضنها الضابط الشاب وهو يجهش بالبكاء معها ، يدس بيدها نقودا ويتمم بكلمات لم نفهمها ، الحروب والفقر يفتكان بحياة الشعوب ، لو كان النفط سلاحا فتاكا يقي من شد البرد وحرارة الصيف وتستثمره الحكومة العراقية بما يخدم شعبها لم بقي فقيرا ومعدما ومتسولا ، هل يكون امرا ضروريا وعادلا ومنصفا ان تمرر الحكومة قرار تخفيض رواتب الموظفين وهم قد كيفوا معيشتهم على هذا النحو ويكون من الصعب جد ان يتحول الموظف الى متسول او ان ينزع عنه رداء النزاهة ويصبح مرتشيا ويسهم بخراب بلده بسبب السياسة الخاطئة للحكومة ، كيف يمكن ان نقضي على الفساد الاداري والمالي وهناك من يحارب الموظف على راتبه وهو مصدر عيشه الوحيد ، عضوة في البرلمان تقول ، يحسدونا على الراتب وهو نصف الشهر ينتهي ، ماذا يمكنان يقول الموظف وانتم تخفضون راتبه ؟
|