الزعران الجدد أم كلاب؟ |
عندما تكثر الكلاب السائبة، لا يكون امام جهات حفظ الصحة العامة الا التعامل معها، طبعا هي لا تأخذ الكلاب الى اماكن استيعاب، على الاقل عندنا، بل تقوم بقتلها.. شخصيا ارى ان في ذلك قسوة، فالكلب لم يكن ليهيم الا بحثا عن طعام، وما كان ليكثر عددها لولا اهمال يتعلق اساسا بمفاهيم المجتمع.. تجري نفس هذه القضية على كلاب بشرية بعضها يحمل الشعار، وبعضها يهيم ليجد نفسه نباحا في قطيع لا يتقيد بمنطقته ولا باكتفاء بعد شبع.. الكلاب البشرية تلك، انطلق بعضها بعد تغيير نيسان 2003 فقد زاوجت بين الكلب و البشري، وراحت تحصل على ماتريده كبشر بقوة ماتراه من كلبية فيها، فهي تنبح وتنهش و تركض، وتمد لسانها وترفع اذناها و تهز بذيلها، لكنها تمشي على اثنتين الا اذا تطلب الحال الجري باربع قوائم.. لم يكن كثير من زعران السياسة اليوم كلابا بشرية قبل التغيير، بل كانوا مواطنين عاديين جدا، ولكنهم مظلومون وهذا اكيد، غير انهم وعلى ماقاسوه من ظلم صدام فقد كانوا معجبين بكلابه، بل ويحنون اليه و اليهم حنين الكلب الخائب!.. مسيرة حياتهم تبدلت خلال مفاصل تلت نيسان 2003، ففي السلب كانوا افواج سلب تحرم و تحلل، وفي الطائفية الحربية كانوا سلابة اصلاء! ثم جاءت داعش وكانت خير حفلة للنباح بكل اتجاه، ففي عز الازمة، اقتحمت الكلاب بيوتا و فللا وباتت تسير بسيارات وبزي مميز في ادعاء الانشغال بهموم المعركة!
لكن الامر لم ولن ينته بالنباح ولا بالتحول الى بشري نباح فقط، فقد تقوم جهات السلامة الامنية بحملة اصطياد لمثل هذه الاسراب المنتشرة من كلاب وجراء، بل ستكون له تدعايته واستطالته على المشهد العراقي كل المشهد، ولن تبقى مقولة” ان القافلة تسير والكلاب تنبح” مقولة سليمة ولا صحيحة، فالقافلة يسهم في امساك لجام بعض خيالها قلة من تلك الوجوه النابحة وهي بالتاكيد ستطيح بالركبان لاجل شبع بقية النباحين!
الزعران اخف تأثيرا من كلمة الكلاب؟ الا تتفقون معي؟
لكن الازعر يسيء وقد يتغير، لكنه يبقى ادمياً، غير ان المتنازل عن بشريته المتحول الى كلب بغية الحصول على مغنم، سيتغير ولكن ليكون كلبا بحق.
|