تظاهراتنا

 

تظاهراتنا التي مضى عليها اكثر من عام والتي صنعت عراقيا ولأسباب لا تخفى على الجميع وبعد ان دب اليأس الى نفوس العراقيين جراء الاوضاع الفنتازية التي يعيشها ودائما تطرح اسئلة هنا او هناك الى اين نتجه والى اين نمخر في عباب بحر متلاطم الامواج بلا فنارات او كشاف ضوء نسترشد به نحو بر الأمان وبصيص امل؟ يمنحنا الطمأنينة ونخشى ان يبتلع عباب البحر سفينتنا فيغرقها ونغرق معها وهذا ما يؤرقنا وبعد ان سدت جميع الابواب اما اي اصلاح ثار من اجله الشعب العراقي بتظاهراته المقدسة والخالية من اي تصنيفات حاول الصاقها به بعض الفاشلين وممن تضررت مصالحهم الانانية وهي تعبر عن ضمير الشعب وحسه وكرامته وايضا خاب ضن المرجعية الرشيدة بجهود الحكومة في ان تمسك برأس الخيط وتبدا عملية الاصلاح الموعودة والتي تبرمت بها للكسب الاعلامي وتهدئة الخواطر التي هالها رؤية العراق وهو تتناهشه مجاميع من السراق والمزورين رمى بهم المحتل صوب عراقنا دون ان يكون لهم رادع اخلاقي او قانوني وبعد ان غيب القضاء واصبح يعمل تحت لافتة القوى السياسية المتنفذة وممتطى منها وما عليه سوى تحقيق رغباتها وتوصياتها سواء بالترغيب او الترهيب وان عمل هذا القضاء فهو لذر الرماد في العيون كما هو صدور احكام بحق وزراء تباينت ظروف جرائمهم وتناقضت دوافعها فهناك من يحاول لجم الفساد والسطو على الممتلكات العامة للدولة بوازع وطني واخلاقي ومبدئي ويقف في طريقه فيكافئه القضاء برميه بين القضبان وهكذا نرى القضاء يجرمه ويسجنه بحجة تجاوز صلاحياته وكما حدث لرئيس مجلس محافظة بابل عقيل الربيعي او كما حكم على وزير البيئة الأسبق سيركون لازار صليوة عن تهم تتعلق بالفساد وهو بريء منها عندما لم يسكن في المنطقة الخضراء وسكن في بيت متواضع والامثلة على ذلك كثيرة في حين يبقى الحيتان الكبار واصحاب المافيات المسلحة طلقاء ولازالوا يمارسون سلطاتهم من تحت الطاولة …

 

في تظاهراتنا انبرى كل اطياف الشعب العراقي للمطالبة بحقوقهم المهدورة . كل الشرائح والاثنيات والقوميات والاديان يجمعهم هدف واحد وضمير واحد هو العراق وحب العراق واهله ومع هذا فقد تعرض الكثير منهم للاعتقال والتعذيب والاهانات في دولة يفترض انها ديمقراطية تحترم دستورها وقوانينها ومواطنيها ولأنها دولة مواطنة وليست دولة مجموعات مسلحة تبسط هيمنتها بإيعاز من رجالات تلبس الاقنعة ومن اجل اهداف غير خافية علينا ولان متظاهرينا وطنيون رغم انوف السياسيين والطائفيين فقد تظاهروا من اجل سيادة العراق ونددوا بدخول القوات التركية الى اطراف الموصل دون اتفاق مسبق مع الحكومة وهذا ديدنهم فهم يعملون بنقاء ضمير وحرص على صيانة البلاد من كل الشرور وكما أدانوا الارهاب وناصرو قواتنا المسلحة في حربها العادلة ضد الارهاب وعلى الحكومة ان تفهم هذا الجانب وتلبي كل مطالب متظاهرينا الشرفاء واذا كان للبعض دوافع سياسية بحتة لأجل التظاهر فقد ركب موجتها للانتفاع السياسي والتسقيط وللبس ثوب الوطنية المهلهل زورا وبهتانا و(للكشخة) ادعاءً منه بمشاعر حب شعب مغلوب على امره ويدافع عن حقوقه لكن كشفت الايام من هم هؤلاء ومالذي يرومون له في هذه التظاهرات وانقشعت تلك المجموعات وبقي من هم فعلا يحلمون بعراق حر ومتعافياً وخال من كل الامراض ونقول للحكومة وللبرلمان ان نفس التظاهر لن ينقطع بل سيستمر حتى تتحقق كل المطاليب وهي ليست تعجيزية فقط تفعيل القضاء وجعله مستقلا دون تهديدات او تصفيات حتى يستطيع ان يعمل بحيادية واستقلالية ولكي يقدم السراق الى العدالة وتلك هي الغاية الكبرى ان وطنا مثل العراق يمتلك كل تلك الامكانات والكفاءات والثروات ان يكون ابناؤه ادنى منزلة من اسوأ البلدان فهذه هي الكارثة وما يحز بالنفس الما وتقريعا !! وهذا ليس بغريب اذا ما علمنا ان النهج الذي تسير عليه القوى السياسية نهج مريض وبغيض وعلى مبدأ التقاسم والتحاصص الذي شل حركة الحياة وافقدها قدرتها على التقدم بل ارجعها الى بدايات القرن منه الى الحضيض ..

 

ويبقى الرهان قائما على كل الشرفاء في هذا البلد العظيم ممن لن يتلوثوا بأمراض المحاصصة والطائفية ان يكونوا هم الفرس الفائز في الميدان وهم المنقذ من تلك الادران وما اصوات متظاهرينا التي تهتف في ساحة التحريــر سوى اول الغيث وستقطف الثمار وستنجلي العتمة عن وطننا لأنه عشقنا الابدي فتحية اكبار واجــــــــلال لكل متظاهر غيور آمن بالعراق وطنا آمنا لكل العراقيين تسوده العدالة الاجتماعية والحب والسلام.