الصحفي الشريف (خبزته الوطن)

 

هذا صحفي (يداري خبيزته)..! عبارة سمعناها كثيراً ممن يبررون لبعض الصحفيين والإعلاميين الذين يضطرون إلى العمل في مؤسسات وصحف وفضائيات لها توجهاتها المعروفة وسياستها الخاصة بها والتي تفرضها على كل الكتّاب والصحفيين العاملين فيها .. ولابأس أن يداري الإنسان (خبزته)..صحفياً كان أو غيره..ويحافظ على عمله ويعيش ويأكل و(يصوص) كما يعبرون ..ولكن ليس على حساب المبادئ والقيم والكرامة والإنسانية ..وليس على حساب الموقف الوطني الذي هو الهدف الأول  الذي ينشده الإعلام الحر والصحافة الوطنية الشريفة .. وكم هناك اليوم من الإعلاميين والكتاب والصحفيين من يعلمون في مؤسسات وفضائيات وصحف وجرائد لها توجهاتها السياسية الخاصة ومعروفة بمصادر تمويلها ..ولكنهم لم يخضعوا لتلك التوجهات وكتبوا ونشروا ماآمنوا به وبما لايضر بالوطن ولابسمعة البلاد ولم تخطف أبصارهم المنح والعطايا والهدايا الجزيلة التي تمنح لغيرهم من المأجورين وسماسرة الإعلام الذين تراهم في كل واد يهيمون وإلى كل مأدبة مفتوحة يهرعون دون أن يعرفوا ماذا أّعد لهم ، وما ديف لهم من سم .!!..

 

ومنذ سنوات وأنا أكتب في صحيفة (الزمان) ..وقد سمعت الشيء الكثير الكثير مما يقال عن هذه الصحيفة وتوجهاتها ومصادر تمويلها ومن هو مؤسسها ..ولكنني كتبت فيها ونشرت ما يرضي ضميري ومايخدم وطني ومايتماشى مع مهنية الإعلام وحرية القلم ولم تعنيني تلك الضجة والكلام الطويل ، وقد تم نشر كل مقالاتي فيها التي أقتربت اليوم من المقال رقم 1000 بحمد الله وفضله ..ولم أفكر طرفة عين بأني أكتب لإرضي فلاناً أو لإجل سواد عين الجهة الفلانية أو لإجل المال والشهرة ..بل كان العراق هاجسي الأول في كل حرف غرسته في بستان الزمان وغيرها من الصحف ..! صحيح هناك الكثير من الصحف والمؤسسات الإعلامية التي تريد من الصحفيين والإعلاميين أن يكتبوا وفق سياستها وعلى مزاجها وتعطيهم (ليأكلوا وليوصوصوا) وإذا مامالوا يميناً وشمالاً مالت عليهم وهددتهم وذكّرتهم بوجوب الطاعة والمحافظة على (خبيزتهم)…فينحنون لها ويرضخون لمطالبها لإنهم لايتحملون الإبتعاد عن الأضواء والمال والإغراء فيفقدون إحساسهم بالناس والمجتمع والوطن ..وكما نرى اليوم الكثير من هؤلاء وهم يتساقطون الواحد تلو الآخر في هذا الإمتحان الرهيب الذي تمر به الصحافة العراقية ..فنراهم يبررون العدوان التركي على وطنهم ، ويقفون مع داعش وداعميه ، ويشتمون الحشد الشعبي ويصفونه بأبشع الأوصاف ويتهافتون على إمراء النفط وعربان الريال ليمتدحوهم ويثنوا عليهم ..ويتحدثون بلغة الطائفية ..وتارة بلغة (البعثية الصلفة) ..والعجيب الغريب أنهم من المدللين عند نقابة الصحفيين العراقيين ويعتبرون من أعمدة الإعلام العراقي ..وهؤلاء هم الذين يحافظون على (خبزتهم) ..ولكن مقابل (خيانتهم وعمالتهم ونذالتهم) ..!!

 

ولكن الصحفي العراقي الشريف لايفعل ذلك …لإنه أكتفى (بخبزة الوطن) .